الثورة- ناصر منذر
الاحتفالات بالذكرى الرابعة عشر للثورة السورية، لها أهمية خاصة هذا العام، فهي الأولى بعد سقوط النظام المخلوع، وتحمل في طياتها نشوة النصر، الذي تحقق بفضل صمود السوريين، وثباتهم، وإصرارهم على استكمال طريق الكفاح والنضال بوجه سياسات النظام البائد، وممارساته القمعية، وانتهاكاته الجسيمة لحقوقهم، فنالوا الحرية والخلاص، بعد أن قدموا التضحيات الجسام في سبيل ذلك، وكان لإيمان قوى الثورة بتحقيق النصر القريب، الأثر الأبرز في حسم معركة التحرير، لمصلحة الشعب السوري، بكل أطيافه ومكوناته.
معظم المحافظات والمدن، تحيي اليوم الذكرى المباركة، ويحدوها أمل كبير، بالتغلب على كل الصعاب والتحديات- الداخلية والخارجية- والتي ما زالت تعوق عملية التعافي، والنهوض مجددا، بما يليق بسوريا وتضحيات شعبها، واليوم تتحدث الساحات والشوارع في المدن، التي تغص بالمشاركين في المسيرات الشعبية، أن السوريين أكثر إصرارا وعزما على طي صفحة مظلمة أرخت بظلالها القاسية والمؤلمة على حياتهم طوال العقود الماضية، ليبدأوا مرحلة جديدة أكثر إشراقا وعدلا، وإنجاز النصر يجيز لهم ذلك.
في دمشق، تشهد ساحة الأمويين توافدا كبيرا من مختلف المحافظات والمدن الأخرى، استعدادا للاحتفال بذكرى الثورة، والذي سيبدأ فعالياته بعد فترة الإفطار، عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، وقد انتشر عناصر الأمن العام في الساحة حفاظاً على أمن وسلامة المواطنين أثناء الاحتفال، وفق ما ذكرته وكالة سانا، فيما دعت محافظة دمشق جماهير الثورة للمشاركة في استكمال فعاليات الاحتفال.
كما قامت مروحيات تابعة لســلاح الجو برمي الورود والقصاصات الورقية على المحتفلين في ساحة الأمويين.
وكان أبناء حرستا قد خرجوا مساء أمس بعدة مسيرات جماهيرية حاشدة بمناسبة الذكرى وقد سارت المسيرات من عدة محاور والتقت في ساحة الحرية وسط المدينة، وهتفت حناجر المحتفلين بأناشيد الثورة التي رددها طالبو الحرية في جميع المحافظات والمدن منذ 15 آذار 2011 إلى يوم الانتصار وإسقاط النظام المخلوع في 8 كانون الأول 2024.
وفي إدلب التي انطلق منها الثوار، ليصنعوا النصر، إيذانا ببدء عهد جديد، توافد الآلاف من أهالي المدينة إلى ساحة السبع بحرات، للمشاركة بالاحتفال، وهم يعيشون نشوة الفرح بالنصر، وتحقيق الحلم، بالخلاص من النظام المخلوع، والانتقال إلى مرحلة جديدة تسودها الحرية والمساواة والعدل والتسامح، وقد زين أهالي المدينة الساحة بصور بعض شهداء الثورة تخليداً لذكراهم.
ومن ساحة العاصي في حماة، يحيي أهالي المحافظة ذكرى الثورة المباركة، ويعبرون عن فرحتهم العارمة بتحقيق النصر، وبداية عهد جديد من الحرية والعدالة والسلم الأهلي.
وفي حمص، جابت مركبات المواطنين شوارع المدينة من حي بابا عمرو وصولاً إلى حي الخالدية، احتفالا بالذكرى، فيما دعت محافظة حمص الأهالي ليكونوا جزءاً من هذه الفعاليات.. وقالت في منشور لها اليوم: الذاكرة هي سلاحنا الأقوى.. كي نستمد من الماضي عزيمة المضي نحو المستقبل الذي نحلم به.. المستقبل الذي نستحقه.
السوريون في مختلف المحافظات يحيون ذكرى الثورة المباركة، ليجددوا روحها وقيمها ومعانيها في نفوسهم ووجدانهم، وهم يتطلعون إلى إعادة بناء وطنهم، بسواعدهم، وهم لطالما كانوا عبر التاريخ مثالا يحتذى في اللحمة الوطنية، متمسكين باستقلال بلدهم وسيادته، ووحدة أراضيه، رافضين كل مشاريع التقسيم والتجزئة، وهم اليوم، يهتفون لسوريا الحرة الموحدة.
#صحيفة_الثورة

السابق