الثورة – همسة زغيب
العراضة الشامية تراث وفلكلور قديم، يعود تاريخه إلى مئات السنين، وتُقام العراضة الشامية في المناسبات السعيدة، ويتوحد فيها جمال الصوت والأداء.. هذا ما قاله رئيس فرقة شباب القيمرية محمود صوان لصحيفة الثورة، مؤكداً أن العراضة في الماضي كانت تُردَّد هتافات وأهازيج شعبية يقدمها رئيس الفرقة، وتُنشد باللهجة الشامية لتتناسب مع الحدث التي أقيمت من أجله لنشر مظاهر البهجة والسرور، ويمكن دمج الفرقة مع فرقة أخرى أحياناً، وتُقدّم هتافات وجدانية تراثية جميلة تعبر عن التعاضد والتآلف والمحبة. وتُعدّ المبارزة بالسيف والترس أحد أهم مظاهر “العراضة الشامية”، توارثها الآباء والأجداد في المناسبات والأفراح، وترافقها بعض حركات الرقص وضرب الطبول وإضاءة المشاعل، وتدل المبارزة على قيم الرجولة والصمود في ساحات القتال ويتراوح عدد المتبارزين بين 2 و4 أشخاص تنتهي بالعناق الودّي. وأضاف صوان: إن أول فرقة عراضة تأسست في دمشق، كانت فرقة الشام القديمة بين عامي 1983 و1984، مشيراً إلى أن هذا التراث الشعبي لا يزال متداولاً إلى الآن، كما انتشرت العراضات في الدول التي شهدت هجرة السوريين إليها، والعراضة لم تقتصر على الأعراس وإنما امتدت إلى الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، وفي استقبال الحجاج وافتتاح المحال التجارية والمهرجانات التراثية، والمشاركة وفي بعض المسلسلات.
تحيي فرق العراضة الشامية الأناشيد الشامية التقليدية وبعض الأهازيج المتوارثة، وتتألف كل فرقة من 10 إلى 15 عضواً، ويرتدون الزيّ الشامي التقليدي العربي القديم، وهو موحد لكي يضفي جمالاً تراثياً أصيلاً، يجذب الناس وينتقل من جيل إلى جيل للحفاظ على تراث الماضي، ويشمل الزي الطاقية والحطة والصدرية والشال الذي يلف على الخصر، وأحياناً يربط على الرأس ولونه أبيض أو أسود، والسروال يكون غالباً لونه أسود، أما ما يلبس في القدم فيسمى الكسرية وتكون مدببة الرأس وخفيفة ولونها أسود، كما اشتهرت بعض الفرق بلباس الخيالة ويحضر الخيل في هذه العراضات، حيث يركب العريس أو الحاج على الخيل وتغني له فرقة العراضة الشامية.