“أوقع الضوء بيننا”.. فهل الشاعر منذر حسن ينتشلنا؟!

الثورة – لجينة سلامة:

بأناقة، ينظم الشاعر منذر حسن نتاجه الأدبي، في مجموعة شعرية بعنوان: “أوقع الضوء بيننا”، وبفلسفة وحذر وتأنٍ، يحمّل قصائده البعيد من المعاني ويسافر بها إلى شطّ الحياة والتجربة فترسو هادئة راكنة ليبحر معها القارئ محاولاً أن يذهب إلى المغزى المقصود وإن عاركته أمواج حروف الشاعر.
تقع مجموعة” أوقع الضوء بيننا” في 116 صفحة ذات القياس الوسط من إصدار “دار بعل”، تتضمن المجموعة عناوين نأتي على ذكر بعض منها “أعمش من لا يجيد لغتي” ،”لوجه أمي”، “ما أينع الوقت في لحظة رمادك”، “طيور تنظر إلى الوراء”، “للشتاء زبائن مستطيلون”، “ولادة من العشب”، “نوافذ كالقلوب”، “سأحسن الظن بالمصادفات”، “والولد ابن خمسين” ومنها نقتطف:
“لم ينجبه أحد
وإذا.. يموت لن يودّعه أحد
وكان كلما أفاق
أشعل بعضاً من أصابعه
وغاب في الدخان
الولد.. ابن خمسين حريقاً
ما زال يشتعل
وله أنا.. تتكاثر من قلبه
ومن دخان سجائره
وأنا.. له
وقت ضائع
وفكرة – سراب”.

التقت “الثورة” الشاعر ليروي لنا بداية كتابته للشعر، وقال: أول أمسية شارك بها كانت في مدينة الرقة عام 1986 “كنت في العشرين من عمري ومشاركتي كانت قصيدة من الشعر الحر، قصيدة تفعيلة وأول مجموعة شعرية نشرتها كانت في العام 1996 عن دار أرواد بعنوان “شموخ السنديان”.

كيف يمكن للقارئ أن يفهم ما تكتبه من شعر، خاصة وأن فلسفة ما، وحالة أشبه بالسريالية يمكن أن تعتري الآخر كما اعترتني، موضحاً أن هناك “احتمالات لا تنتهي في فهم صورة شعرية”.
ليس ضرورياً أن أتشارك أنا والقارئ في فهم واحد للصورة الشعرية، ثمة احتمالات لا تنتهي وقد تتعدد الدلالات وكذلك المعاني قد تتشظّى، وبطبيعة الحال فإنّ المشاعر والثقافات تختلف من شخص لآخر، ويختلف الأمر حين تنصرف القصيدة إلى الأغراض التقليدية كالوصف أو الرثاء، هنا قد يكون المعنى مفرداً وواضح المعالم.”

إذاً هل تراهن على أن ما تكتبه سيصل للقارئ المهتم؟
يجيب: “الذي لا أراهن عليه بل أسعى له هو أن أستطيع إيصال شيء ما للقارئ، وأن يكون جميلاً كلذّة النص مثلاً، تخيل أن تقرأ لأحد من الشعراء ويصيبك النفور من السطر الأول، أنا في حالة كهذه سأتوقف عن القراءة، كل قصائدي قريبة لقلبي.

فأي قصيدة هي أقرب لقلبك؟ وهل لديك أعمال أخرى لم تنشر أو في طور الإعداد؟
يشير إلى أنه لا ينوّف قصائده، ولديه أعمال أخرى لم تنشر بعد، خاصة تلك القصائد العمودية التي كتبها لمناسبات شخصية خاصة كقصائد الحب الأولى، والمراثي أيضاً، وبعض القصائد التي كانت مراسلة مع آخرين.
تناول الشّاعر منذر حسن مواضيع عدة في مجموعته الشعرية “أوقع الضوء بيننا” عن الوطن والأم والحب والمرأة والأحلام والطبيعة.

سألناه ماذا بعد!

يجيب:” قد نكتب عن كل أولئك من خلال جملة تتناول ألماً ذاتياً، أو تتناول دواخلنا، أعتقد أن معظم الكتاب يُخضعون كتاباتهم للآخر، أحياناً من دون وعي منهم.. كثيراً ما نسمع مصطلحاً من قبيل لا نستطيع أن نقول كل الأشياء، إنه تحد آخر للفن، هل يستطيع المرء أن يكون صادقاً إلى حدٍّ كهذا لا يضمر شيئاً!
قد لا يحق لنا أن ندّعي إمكانية الوصول إلى ذلك، وقد نسعى، أو نقول: “نسعى”، وهذا يحتاج صدقاً عالياً وجرأة عالية، وهو بكل الأحوال يحتاج نضجاً وعمقاً يطالان الأشخاص، ويطالان ثقافاتهم والثقافة البديلة المستخدمة من معظمنا ستغدو ترفاً مضافاً، ليبدو التوصيف سهل المنال يمكن تشبيهه بالمجاز في الجهة الواضحة، وبالتأويل في الجهة الأخرى العميقة.
هنالك أخيلة تفقد سحرها إذا شُرحت، لأن الاستكشاف من أعلى العذوبات التي نصبو لها.”

بعدٌ معرفيٌ أوسع

تكتب الشعر النثري هل تجده أقرب إلى المتلقي وقد بات له قراء كثر؟!”
أكتب النثر لأنه يفتح لي عوالم أخرى.. النثر حر أكثر، مع أن كتابة الشعر الكلاسيكي يمكن أن تشكّل تحدياً عالياً إذا حاولتَ أن تقدم شيئاً جديداً وحداثياً، فالحداثة لا تتعلق بالشكل وحده، الشعر النثري يحتاج في أغلب الحالات إلى بُعد معرفي أوسع سواء عند الكاتب أم القارئ، وهو يسجل انتشاراً أكثر الآن لكنه بات مطيّة لقليلي الثقافة وللمتطفلين على المشهد الشعري، وهؤلاء يرددون جملاً محفوظة إذا سُئلوا عن كتاباتهم البليدة، سيكررون مفردات من قبيل حرية النص وحرية القارئ وعدم الخضوع لمقاييس معينة، أنا أرى والكلام للشاعر حسن أن كتابة النص النثري تحتاج ثقافة أعلى وخيالاً أكثر اتساعاً وعمقاً وهذه صفات يمكن أن تغطي عليها الغنائيّة في حالات النظم”.
وختم حسن بقصيدة عنونها: “برؤيا” أقتطف:
“كان غريباً
وحين رأى النافذة مضاءةً
مدّ يدهُ إلى قلبهِ،
تلمّسَ العشبَ”

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا