الثورة – حسين صقر:
من المعروف أن الحكواتي أو الراوي أو القاصّ، عادة شعبية تقليدية، لشخص امتهن سرد القصص، في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات، وفي الشهر الكريم اعتاد الناس بعد قضاء الفرائض، ارتياد الأماكن العامة كالمقاهي للاستماع للحكواتي الذي كان يأتيهم كل يوم بحكاية جديدة، معتمداً على السير الشعبية والقصص والروايات، والتي تحمل العظة والعبرة في طياتها، وكان الناس يحتشدون حوله، إذ كان لا يكتفي بسرد أحداث القصة بتفاعل دائم مع جمهوره، بل يدفعه الحماس لأن يجسد دور الشخصية التي يحكي عنها بالحركة والصوت، والحكواتي كان يبدأ سرد الرواية أو الحكاية أيضاً مستعيناً بذاكرته أو قدرته على التأليف، وغالباً ما تكون عن شخصية تاريخية تلعب دور البطولة وتتحلى بالشجاعة والشرف والمروءة ونصرة المظلوم، وفي نهاية كل حكاية لا بد أن ينتصر الخير على الشرّ، والحكواتي يلبس لباساً خاصاً، ويجلس في المقاهي العامة على كرسي يمثل ما أنتجته سواعد الحرفيين الدمشقيين من خشب محفور وموزاييك مطعم بالصدف، حيث تمثل تلك التفاصيل حرفاً تراثية تقليدية تحمل الطابع السوري المميز، وكانت حكاية الحكواتي تغذي نفوس المتلقّين وعقولهم، حيث أصبح الحكواتي من التراث الشعبي السوري في مدينة دمشق وتاريخ عريق، إذ تميز سمات شخصيته، تلك مجموعة من القيم والفضائل التي كانت تتسم بها شخصيات رواياته.