الثورة – غصون سليمان:
تغتال الكلمات المحنطة بلبوس العبثية طمأنينة المجتمع، مستغلة الوصف الدارج من مصطلحات طائفية مقيتة، فهوية السوريين على اختلاف مشاربهم وأجناسهم عرضة اليوم من قبل بعض الموتورين، حين تمتطي حروف المحرضين والفئويين الحاقدين أجنحة الشر، وهي تعربد على سلم المهاترات النفسية والبشرية والقيمية لمجتمع سوري عانى ما عاناه عبر تاريخه الطويل ولغاية اليوم من ويلات الحروب والفتن ومشاريع التقسيم والاستغلال لمقدرات البلد، مع تأليب وتحريض بعض أبناء المجتمع الواحد على بعضه البعض.
ففي عصرنا الحديث، ومع تقدم ثورة التكنولوجية أصبح لكل مواطن منبراً عبر جهازه الخلوي، وبالتالي بات من الصعب ضبط وسائل التواصل الاجتماعي في كل الاتجاهات، حيث تدار كما يحلو للفرد أن يوجه غريزته حين يُؤجر عقله وضميره في غير اتجاه.
في محنة السوريين اليوم بات سباق البعض يجري العزف على خيوطها من غزل شعارات الإلغاء والإقصاء بما تقتضيه سادية الغرائز والطمع والجشع بالجغرافية والبيئة، وبالتالي فإن الوعي قبل السعي حاجة أكثر من ضرورة، وهذا ما ركز عليه الشيخ أدهم العاسمي الذي حذّر في أكثر من خطبة له عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قضيه خطيرة، وهو يدق ناقوس الخطر بقوله: هناك جيوش مجندة من جيوش إلكترونية، ما يتطلب من الجميع الحذر الشديد من نشر أي خبر لم يتم التحقق من صحته. ونوه بما قاله نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع وأن ينشر كل ما يسمع..” والله عز وجل يقول: “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا”، يراهنون على فشلنا،
وأضاف: ما نراه اليوم هو أن كلّ أجهزة الاستخبارات العالمية لها أعين في بلدنا من أجل تثبيطنا، ومن أجل استمرار معاناتنا ومن أجل سفك الدماء فينا، فلا نكن جنداً لهم من دون أن نشعر. فهؤلاء يراهنون على فشلنا، ما يتوجب علينا أن نكون حذرين جميعاً من أن نبث الفرقة فيما بيننا.. سوريا لكلّ مواطن سوري بغض النظر عن دينه وعن معتقده، يجب ألا نجعل هذه المرحلة مرحله تصفيات، هناك مجرمون قتلة لاشكّ في ذلك، لكن يوجد قضاء، ودولة، نحن مسلمون نتعامل لا على أننا قضاة، بل على أننا أخوة ودعاة إلى الله عز وجل، نحن وصية رسول الله، لكن إن فشلنا فإن الضريبة كبيرة والفاتورة عالية، هذه ليست مسؤولية الشيخ بل مسؤولية كلّ السوريين أن ينهضوا ببلدهم.