الثورة – ناصر منذر:
وسط التقارب المتسارع بين الإدارة الأميركية الجديدة، والحكومة الروسية، يبدو أن الحرب في أوكرانيا تتجه نحو الحسم خلال الفترة القادمة، وذلك بفضل قوة الدفع الأميركي، التي يعززها الرئيس دونالد ترامب، ويرمي من ورائها لتحقيق إنجازات سريعة وملموسة خلال وقت قصير من فترة ولايته الثانية، وقد ترتب على ذلك كسر الجمود في العلاقات مع روسيا، والتي من المحتمل أن تصبح حليفاً جديداً لأميركا في حل النزاعات والقضايا الساخنة في العالم، وفقاً لمصالح البلدين، وبما يحقق نفوذهما على الساحة الدولية.
وعلى هذا المبدأ، بدأت اليوم في الرياض جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهذه الجولة انطلقت بجلسة مغلقة، وفق ما ذكرته قناة العربية، وسط تفاؤل كبير بحل المزيد من القضايا العالقة، حيث أكد الكرملين على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف بأن هناك تفاهماً مشتركاً مع أميركا بشأن الاستعداد لتسوية في أوكرانيا.
وشدد بيسكوف في إحاطة صحفية اليوم وفق وكالة سبوتنيك على أن “مبادرة التهدئة في البحر الأسود تشكل الموضوع الرئيسي للمباحثات مع الجانب الأميركي”. وأوضح أن “المفاوضات جارية بشأن القضايا الفنية”، مؤكداً أن اقتراح مناقشة هذه المبادرة جاء من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانبه أفاد عضو الوفد الروسي، غريغوري كاراسين، بأن المفاوضات مع الجانب الأمريكي في الرياض تجري على قدم وساق، مشيرًا إلى أن الجانبين يتحدثان عن “أخطر المشاكل”.
وفيما إذا كان هناك أي تفاهم بين الطرفين، قال كاراسين، بحسب “سبوتنيك”: “حسنًا، كيف لا يكون هناك تفاهم، ونحن نجلس منذ ثلاث ساعات نتحدث عن أخطر المشاكل. لذا دعونا نواصل هذه المحادثات”.
ويشارك عن الجانب الروسي ريجوري كاراسين، وهو دبلوماسي سابق يشغل حالياً منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وسيرجي بيسيدا مستشار رئيس جهاز الأمن الاتحادي الفيدرالي.
في حين يرأس الوفد الأميركي أندرو بيك مسؤول الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأميركي، ومايكل أنطون كبير موظفي تخطيط السياسات بوزارة الخارجية.
يذكر أن هذه المفاوضات، أتت بعدما طرحت الولايات المتحدة قبل أسابيع مقترحاً لهدنة مؤقتة تمتد 30 يوماً بين كييف وموسكو، وتتوقف خلالها جميع الهجمات بشكل كامل لاسيما ضد البنى التحتية ومنشآت الطاقة، وترسي تهدئة في البحر الأسود.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت سابقاً أن بوتين وافق على وقف الهجمات على منشآت الطاقة النووية.
وفي هذا السياق، أكد بيسكوف أن بوتين لم يغير أمره بعدم استهداف البنية التحتية للطاقة رغم انتهاكات كييف. وقال:” القوات الروسية مستمرة في تنفيذ أوامر بوتين بعدم ضرب منشآت الطاقة الأوكرانية على عكس القوات الأوكرانية”، حسب تعبيره.
من جانبه قال المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إن الولايات المتحدة تتوقع تقدمًا حقيقيًا في المفاوضات مع روسيا في المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود، والذي، في رأيه، “يتبعه، بشكل طبيعي، وقف كامل لإطلاق النار”.
وقال لشبكة “سي بي إس” الأمريكية: “سيتم التحدث عن خط السيطرة، الذي يمثل الخطوط الأمامية الفعلية، وحفظ السلام، ومناقشة الأراضي من أجل السلام الدائم”.
وفي وقت سابق أفاد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي كيث كيلوغ، بأن الولايات المتحدة تعتزم في المملكة العربية السعودية إجراء “مفاوضات غير مباشرة” بين ممثلي روسيا وأوكرانيا من أجل فهم شروط كل جانب لوقف كامل لإطلاق النار.
يشار إلى أن وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الذي ترأس وفد بلاده إلى الرياض كان أكد أمس أن جولة المفاوضات كانت “مثمرة ومركزة”. وقال: إن الوفد اجتمع مع الفريق الأميركي وناقش نقاطاً رئيسية بينها الطاقة. وفق ما ذكرته قناة العربية.
وكانت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، قد نقلت عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال أسابيع وتستهدف إبرام مثل تلك الهدنة بحلول 20 نيسان/ أبريل.
من جانبها قالت وكالة إنترفاكس نقلاً عن الكرملين: إن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي ترامب كان “خطوة نحو لقاء مباشر”، مضيفاً أن المحادثات الروسية- الأمريكية، في الرياض ستكون أيضاً خطوة مماثلة.
وكانت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، قالت: إن بوتين يريد من ترامب الاعتراف رسمياً بكل المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت موسكو سيادتها عليها بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.