بالسّيف قد لا نلتقي أبداً.. بالحبّ نقطفُ ما زرعناه

الثورة – رنا بدري سلوم:

اتصلتُ به لأطمئن عليه، أدركُ أنه ليس بخير، لأن حاله كغزّة المتكوّرة على جرحها المذبوح، وهو الابن البار لفلسطين الأبيّة، أجابني بصوته الشجيّ الجميل أنا بانتظار فلسطين تحت ظلّ قصائدي، إنّي أنتظر العودة وقد صدّقتُ القطار ولم يجئ، كان القطار مُراهقاً فتصوّري ماذا بنا فعلت مراهقةُ القطارِ.
أنا ما نسيتُ يوماً فلسطين حلوة الحلوات واسألي مفتاح داري!!.
الشّاعر الفلسطيني القدير صالح هوّاري لا يكتب القصائد بقدر ما يتكلّم بها في حياته اليوميّة، هكذا الشّاعر الحق الذي يرنو إلى أرضه كأنّها أمّه، وفي هذه الأيام الربيعيّة تستحضرني قصيدة له كتبها عندما كان الربيع في سوريا ينزف الحريّة، وهي دعوة لي منه أن يكتب عن انتصار الربيع اليوم بعد أربعة عشر عاماً من القهر والانتظار، فقد بيّن في تصريحه لـ”الثورة” أنه يضع اللمسات الأخيرة لقصيدته “ثورة الياسمين”، مستذكرين وإيّاه بعض أبيات قصيدته التي يقول فيها:
هبّ الربيعُ وما انتظرناه يا ليت أنّا ما رأيناه.. قلنا قطار الشّمس عاد لنا والورد بعضٌ من هداياه.. لكن ويا أسفي أتى قمراً دامي المحيّا ما عهدناه ألقى عصاه بيننا فإذا النيران تسعى في حناياه.. شجرٌ يحارب ضدّ غارسه والرّيح تبلع ما حصدناه.. زيتون إدلبَ زيت شعلتنا ماذا جنى اغتالوا صباياه.. والماء في العاصي عباءته حرقت فزاغ وضلّ مجراه.. يا يوم تُذهل كل نرجسة عن أمّها وتصيح أمّاه..
ذاك الشّهيد وأين ندفنه ضاق التّراب بمن دفناه.
كلّ المطايا طوع أمرتنا إن ينطق العاصي سجنّاه
قالت له العصفورة العبرت لكم العروش وحسبنا الله..
أنا يا رفاقي معارضٌ بيدي سيفٌ بطعم الورد حدّاهُ
صوتي إلى الينبوع أمنحه ليعيد لي شجراً فقدناه
لمّا رأوا الريّحان بين يدي من حقدهم كسروا مراياه
فاندسّ بين أصابعي قلمٌ أخطاؤه سبقت خطاياه..
بالسّيف قد لا نلتقي أبداً.. بالحبّ نقطفُ ما زرعناه
أطفال غزّة يذبحون على مرأى ربيع شلّ زنداه
لو كان فيهم ذرّةٌ شرفاً ما دنس الأقصى «نتانياهو»
عودوا إلى ميزان حكمتكم لا تطفئوا أملاً أضأناه
ميزان وحدتنا على خللٍ فإذا هوى كنّا ضحاياه
سوريا البحر الذي اندحرت
في بابه ظلماتُ من تاهوا..
العبقريّة شيخُ حِكمتها في قاسيون بنى مصلّاه
قف عند « شمرا» أبجديّتها فيها رمى التّاريخ مرساه
في بيتنا الدافي نلوذ به بشذى محبّتنا ملأناه
هي مِلحنا ورغيفُ عزّتنا خبز المحبّة كيف ننساهُ؟
بالسيف قد لا نلتقي أبداً.. بالحبّ نقطفُ ما زرعناه..
تعالوا.. بالحبّ نقطفُ ما زرعناه.

آخر الأخبار
زخم اقتصادي وتنوع صناعي في ختام المعارض التخصصية "أساسيات الكتابة الصحفية".. في دورة لمحرري مؤسسة الوحدة المحاضرة الأهم لوزير التعليم العالي .. الخميس آخر موعد لكبار المكلفين ضريبياً  بريستيج إعلامي من أجل امتحانات بلا قلق..  جو مريح بلا تدخلات زائدة من الأهل    الشرع يؤكد أهمية الدور السعودي وبن سلمان يجدد دعم المملكة لسوريا  تشغيل 20 بئراً  لضخ المياه لمدينة حماة ومشاريع توسعة    "الدفاع" تستلم مستودعات السلاح من تشكيلات اللجنة المركزية في درعا   اجتماع ثلاثي في أنقرة غداً لدعم الحكومة السورية مدير" تربية "درعا: جلسة حوارية للنهوض بالواقع التعليمي المواطنة والهوية... نقاشات غنية بأبعاد وطنية  مفكرون وباحثون: يجب إعادة صياغتها بما يتلاءم مع متطلبا... تحقيق لـ"بي بي سي": شبكات خارجية تغذّي الطائفية وخطاب الكراهية في سوريا القصة التعليمية".. أسلوب تربوي لتعليم الأطفال باحثة تربوية لـ"الثورة": تكسبهم ثروة لغوية كبيرة لإيجاد فرص عمل أوسع ..تشبيك بين الرواد الشباب وشركات التكنولوجيا   خطة لتأهيل محطة ضخ دمر بدمشق ومحطات تحلية جديدة  تشغيل 85 بئراً لتأمين مياه شرب صالحة للمواطنين وزير التربية والتعليم : تأهيل 100 مدرسة والعمل جارٍ لتأهيل 400مدرسة أخرى   حملة توعية  لتحسين واقع سوق كشكول تأهيل جسر محجة في درعا   تحصين أبقار حمص ضد مرض الجلد الكتيل