الثورة – ثورة زينية:
يختصر سوق البزورية في دمشق، ونحن على أبواب عيد الفطر السعيد هذه الأيام، رائحة قدوم العيد، حيث اختلطت رائحة الشام العتيقة بروائح البهارات والسكاكر والعطور والأعشاب، فلا تحتاج إلى دليل لتصل إليه، فرائحة التوابل الممزوجة بعقب التاريخ هي دليلك.. ويبقى سوق البزورية بألوان معروضاته الزاهية وروائح التوابل والأعشاب جاذباً فريداً من نوعه.
صحيفة الثورة جالت في السوق ورصدت الحركة الكثيفة للمواطنين الذين قدموا من مختلف المناطق والمحافظات لشراء مستلزمات العيد، فيما أفردت المحال التجارية ما لا تتخيلونه من أنواع وأشكال مختلفة من مكسرات وشوكولا وسكاكر وحلوى مجففة بألوان تجذب الأبصار، حيث التفنن بطريقة عرضها، إضافة لمستلزمات صنع الحلويات.. واستطلعت خلال جولتها آراء عدد من المواطنين الذين ارتادوا السوق. راميا قنواتي من دمشق، أكدت أنها تواظب على التسوق في شارع البزورية قبل العيد كل عام، حيث يباع فيه كل ما له علاقة بطقوس الأعياد، ويضم أفضل وأجود المواد الأولية اللازمة لصناعة الحلويات، ولا تزال كثير من السيدات تتفنن مع أفراد العائلة بتحضير الحلويات في آخر ليالي رمضان بعد الإفطار وحتى وقت السحور. فيما رأى ربيع الحسن من إدلب، أن أجواء سوق البزورية قبل أيام العيد لا يضاهي جمالها سوى فرحة العيد، مؤكداً أن أفراح العيد عادت بقوة لدى عائلته وكل السوريين بعد تحرير سوريا من حكم النظام البائد. السيدة غفران مكانسي من حلب، أكدت أنه في كل عيد تقصد دمشق لتتبضع من سوق البزورية الفواكه المجففة والسكاكر المميزة، واصفة إياه بأنه سوق تجاري مبهر في مكوناته وطريقة عرض سلعه، إضافة إلى وجود أصناف مميزة ورخيصة الثمن.
حركة نشطة
أصحاب المحال التجارية في سوق البزورية أكدوا أن محالهم تشهد حركة نشطة جداً في أواخر شهر رمضان. وبين محمد شالاتي- صاحب محل لبيع أدوات وقوالب صناعة الحلويات، أن الإقبال هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، فهو كثيف جداً ومن مختلف المناطق السورية، لافتاً إلى أن الفرحة أيضاً أكبر ومختلفة عن السنوات التي السابقة. ولفت سامر طعمة- صاحب محل سكاكر ومكسرات، إلى أن الطلب على المكسرات والشوكولا والحلوى المجففة يتزايد بشكل خاص خلال هذه الأيام، كما أن أسعارها أقل بكثير من السنوات السابقة وتتناسب مع دخل مختلف الشرائح.
أهم الأسواق الشعبية
يذكر أن سوق البزورية يعد واحداً من معالم دمشق التاريخية، وأحد أهم الأسواق الشعبية فيها، ويمتد تقريباً بطول واحد كيلو متر في دمشق القديمة من منطقة الدقاقين والشاغور وحتى الجامع الأموي، ويضم السوق حوالي 150 محلاً تجارياً بنيت من الأخشاب ثم الحديد مع المحافظة على الطراز القديم، وهو مغطى بساتر قوسي معدني من شماله وحتى جنوبه، وهو ما زال منذ تأسيسه، تتخصص حوانيته ببيع الأعشاب الطبية والمكسرات والفواكه المجففة والتوابل والشموع والسكاكر والشوكولاته والملبّس الدمشقي الشهير الذي يباع بكثرة في مناسبات الأعراس والموالد النبوية.