تركيا لا تريد مواجهات مع إسرائيل في سوريا.. وأضاليل الاحتلال لن تبرر اعتداءاته

الثورة – ناصر منذر
وسط استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي خرقها لاتفاق فض الاشتباك، وتصعيد اعتداءاتها على الأراضي السورية، في انتهاك سافر للقوانين الدولية، تختلق إسرائيل ذرائع مختلفة لمواصلة عدوانها، من بينها الترويج لفكرة “الهيمنة التركية” على سوريا، وإبداء “القلق” من الدور الإيجابي الذي تلعبه تركيا في مساعدة سوريا على تجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجهها في مرحلة ما بعد سقوط النظام المخلوع، وقد زعم وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر قبل يومين أن كيانه قلق مما وصفه بـ”الدور السلبي” الذي تلعبه تركيا في سوريا ولبنان ومناطق أخرى. وأشار في تصريح أدلى به من باريس بعد لقائه نظيره الفرنسي، بأن “الأتراك يفعلون كل ما بوسعهم لجعل سوريا محمية تركية وتحت وصايتهم، ونواياهم واضحة للغاية”. حسب تعبيره. إلا أن مثل هذه الحجج الواهية تعد محاولة مكشوفة من قبل الاحتلال لتبرير اعتداءاته الغادرة.
وسبق للاحتلال الإسرائيلي، أن برر اعتداءاته المتكررة في عهد النظام المخلوع، بأنها موجهة ضد النفوذ الإيراني في سوريا، ليستبدل هذه الذريعة اليوم، بحجة جديدة وهي الاهتمام التركي بمساعدة سوريا، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لها، بما يساهم بإنهاء معاناة الشعب السوري، الأمر الذي يؤكد أن إسرائيل تلجأ لأساليب مضللة وملتوية، بهدف شرعنة اعتداءاتها، الرامية فقط إلى إضعاف الدولة السورية، ومنعها من استعادة تعافيها، واستعادة دورها الإقليمي المؤثر على الساحة الدولية.
تركيا، وعلى لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان أكدت أنها لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، موضحة في الوقت ذاته أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية تقوض قدرة الحكومة السورية الجديدة على ردع التهديدات من تنظيم داعش وغيره من مصادر التهديد.
ونقلت وكالة “رويترز” عن فيدان قوله في مقابلة على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل أمس: إن تصرفات إسرائيل تؤجج عدم الاستقرار في المنطقة من خلال استهداف سوريا. وأضاف: “لا نريد أن نرى أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا لأن سوريا ملك للسوريين”.
وردا على سؤال عما إذا كانت خطط تركيا لإبرام اتفاق دفاع مشترك مع سوريا تدفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها على قواعد عسكرية سورية، قال فيدان إن أنقرة تعمل مع شركائها في المنطقة لتشكيل منصة مشتركة مع سوريا لمنع عودة ظهور تنظيم داعش ومحاربة التهديدات المشتركة، ومنها جماعة حزب العمال الكردستاني المحظورة. وأضاف: إن تقويض هذا الجهد يهدد بجر المنطقة بأكملها إلى الفوضى مرة أخرى.
وقال فيدان إن تركيا لا تريد أن يستغل تنظيم داعش أو جماعة حزب العمال الكردستاني المحظورة “غياب القوات النظامية أو غياب القدرات العسكرية بعض الشيء” في سوريا خلال هذه “الفترة الانتقالية”. مضيفا: “للأسف، تقضي إسرائيل على كل هذه القدرات، واحدة تلو الأخرى، التي يمكن أن تستخدمها الدولة الجديدة ضد تنظيم داعش وفي صد هجمات وتهديدات إرهابية أخرى”.
على الجانب الآخر، زعم مسؤول إسرائيلي كبير يوم أمس بأن إسرائيل لا تسعى إلى صراع مع تركيا في سوريا، وفق ما ذكرته “رويترز”، وقال للصحفيين، طالبا عدم الكشف عن هويته، “لا نسعى إلى صراع مع تركيا، ونأمل ألا تسعى تركيا إلى صراع معنا”، مضيفا “لكننا لا نريد أيضا أن نرى تركيا تتمركز على حدودنا، وجميع السبل موجودة للتعامل مع هذا الأمر”.
صحيفة جيروزاليم بوست، كانت قد أشارت في وقت سابق، إلى أن الهجمات لم تكن موجهة فقط ضد ما تبقى من بنية تحتية عسكرية سورية، بل انطوت أيضاً على إشارة مضمرة إلى تركيا. وحسب الصحيفة نقلا عن مصادرها، فإن إسرائيل قد تكون تسعى إلى تحذير تركيا من محاولة الحصول على موطئ قدم في المجال الجوي السوري، وخصوصاً في قاعدة Т-4 .
وفي ظل الأنباء حول احتمال توقيع اتفاق دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا، وتدريب الجيش السوري الجديد. تقول مصادر تركية، أن جميع أنشطة أنقرة في سوريا يتم تنسيقها مسبقاً مع الأطراف المعنية، وتُتخذ جميع التدابير الأمنية اللازمة. مؤكدة أن الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وبسط الحكومة السورية الجديدة سلطتها على كامل الأراضي السورية، وإرساء الاستقرار والأمن في سوريا، أمورٌ بالغة الأهمية بالنسبة لتركيا.

آخر الأخبار
بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات  بمشاركة وفد أردني و233 شركة محلية ودولية.. انطلاق معرض "سيريا هايتك"  بعد جولته في الجنوب السوري.. نتنياهو يتحدث عن الاتفاق الأمني على منصة "أبو علي إكسبرس"  سوريا تعيد تنشيط بعثتها الدائمة بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتعيّن مندوباً دائماً  تخريج  نحو 500 طالب وطالبة طب أسنان وصيدلة في جامعة حمص  مدير تربية حلب يعد معلمي مناطق الشمال بدعم مطالبهم