الثورة – ديب علي حسن:
يحارالمتابع لهذا الفضاء الأزرق من أين تنهمرهذه السحب الداكنة الممتلئة بكلّ الأحقاد والقذارات والنفايات اللغوية والمصطلحية، التي لم تكن لتظن في يوم من الأيام أنها مازالت حتى في قواميس التحنيط اللغوي.أتيح لي أن أتابع الكثير منذ أن كان فجر الحرية الذي نعم به الشعب السوري، ربما لم يبق على امتداد مساحة انتشار مشتقات الأزرق أي صاحب (واتساب، فيسبوك، تلغرام، انستغرام، تويتر، تيك توك…) إلا وجرّب أن يكون محللاً سياسياً يقدّم ما لديه ويدلي بدلوه حول سوريا.. وفي الأغلب هي صفحات مشبوهة تدار من أكثر من مكان من الداخل أو الخارج المشبوه، منها يريد، بل يعمل على صبّ الزيت على النار.. يبتكر ويخترع وقائع وأحداث ويتخيل ما لايخطر ببال.
أمام هذا الاستمطار من الأكاذيب ثمة عمل صلب وحقيقي وواقعي يجري على الأرض من قبل الحكومة، ومن يتابع وسائل الإعلام الرسمية السورية، وما ينشر أيضاً في المواقع النقية يجد أن الواقع قد تحول إلى ورشة عمل دؤوب من الصحة إلى التربية والخارجية والتواصل والتفاعل الحقيقي مع دول العالم فعلاً لا بيع أوهام، كما كان النظام البائد يفعل.وكلما زاد العمل والإنجاز على أرض الواقع كانت الهجمة أشرس وأقوى.. يعود هؤلاء المستمطرون إلى العزف على أوتار العفن الطائفي والإقليمي وهم يعرفون أنه عفن قد يقترب منه من هو أكثر قذارة منه، لكنّه سوف يتفسخ ويتحلل وينتهي فلا مناعة له.
مرت سوريا وعبرت محناً كثيرة، وفي الكثيرمن الأحيان كانت الجراح أكبرمن خارطة الجسد، لكن خلايا الأصالة والكرامة والقدرة على الإبحار من جديد أعطتها النسغ.
نعم نحن هنا في مركب واحد ولن يغرق، قد يتعب قليلاً.. تصدمه أمواج عاتية مقصودة أو غير مقصودة، لكنّه الآن بيد ربان يجيد العمل بصمت من دون ضجيج.
وليستمطر هذا الفضاء ما شاء من القبح فالمناعة في الجسد السوري تزداد كلّ يوم.. ولن تكون سوريا إلا كما أراد لها أبناؤها الذين ضحوا من أجلها، ولا أحد يضحي إلا من أجل الكرامة والعزة والمكانة العالية بين الأمم والإنجاز الحضاري والقيمي والإنساني.