الثورة – رفاه الدروبي:
قدَّم المصورالفوتوغرافي سامي درويش ٢١ عملاً فوتوغرافياً، عرضهم في صالة عشتار للفنون الجميلة بدمشق بعد أن أطلق عليهم عنوان :”وجوه من بلدي”، مُعتبراً أن المعرض قائم على تقبُّل الآخر، واحترام حقوقه واختلافاته في مجالات عدة، ليس كفكرة وحسب وإنّما كطريقة عيش نابعة من الشّعور الفطري بكينونته الإنسانية.
درس درويش اللغة الفرنسية والترجمة في جامعة ليون بفرنسا، لكنَّ تجربته في التصويرالضوئي استهوته عندما شارك في مسلسل “تل الرماد” حيث اكتشف مدى شغفه بموهبة التصوير، ما أشعل لديه رغبة جامحة أن يكون وراء الكاميرا يرصد اللقطات الجميلة واللافتة للنظر.
وقد دعا في معرضه مَنْ يشاركونه الأفكار ذاتها ويتطلّعون مثله للعيش في بلدٍ جامع لكُلِّ مكوناته، يعزّزالعلاقات فيما بينهم وينسجون خيوط المحبة والتّعايش المُشترك في ربوعه، لذا لم يعمد إلى الشخصنة، بل لجأ إلى تصويرالمفارقة فجمع بين الأمل والحصار والشمس التي تلفح الوجوه من وراء القضبان لكنَّها تعبِّر عن الأمل، فيظهرالضوء من خلال التطلع إلى النجاة والخلاص من حصار مقيت.
بينما وجد في وجه الناشط الحقوقي والناجي من سجون صيدنايا عمرالشغري لقطة جميلة حين التقاه أثناء إلقائه محاضرة حول قيصرالشجاع في فرنسا، وكيفية تهريبه لصورالمعتقلين والشهداء في المعتقلات، كما تعمَّد في زاوية أخرى من المعرض إظهار صورة ابنة الفنان زكي كورديلو المغيَّب في سجون النظام البائد، أحد مؤسسي مسرح خيال الظل في سوريا، كي يبقى في ذاكرتنا، وحاول أن يلعب على الظل والنورفي صورة البطيخة الحمراء ليعكس علم فلسطين من جهة، وحالة الشرق الأوسط وما يتعرض له من انتهاكات ظهرت بالسكين المغروسة فيها واللون الأحمر المنتشر في المكان.
لم يستخدم درويش عمليات المونتاج في صوره الملتقطة، أو برامج تعديلها كبرنامج “الفوتوشوب”، بل ركَّز على الاستفادة من زوايا الإضاءة الموجَّهة إلى سيمياء الشخصيات والتباين اللوني، فكان يفتِّشُ عن مبتغاه من الصور ليلتقط حالة الوجوه لعله يعوّض ويقوم بترمّيم ما حلَّ في بلده الحبيب سوريا من دمار، كذلك حاول أن يقتنص الوجوه المعبِّرة لتكون نهاية المطاف معجزة التّعويض عن أحبّاء رحلوا عن دنيانا وتركوا في القلب غصّة.