الثورة: أسماء الفريح:
تحت شعار “ارفعوا أيديكم!”، شهدت الولايات المتحدة أمس مئات الاحتجاجات تنديداً بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك بعد إطلاقهما حملة تقليص الإنفاق الاتحادي وتوسيع سلطات الرئاسة. ووفق وكالات أنباء فإن المتظاهرين اصطفوا في شارع “كونيتيكت” المزدحم في واشنطن العاصمة واستقلوا حافلات نقلتهم إلى وسط المدينة، ورفعوا لافتات كتب عليها “لا ملوك في الولايات المتحدة” و”اطردوا ماسك”، فيما تجمع آلاف آخرون في ناشيونال مول في المدينة ذاتها ورفعوا لافتات “ارفعوا أيديكم عن الديمقراطية” و”لا أحد فوق القانون”.
وفي نيويورك، شهدت حديقة “واشنطن سكوير” مسيرة كبيرة باتجاه المباني الحكومية، في حين تجمع المتظاهرون في لوس أنجلوس أمام قاعة المدينة قبل التوجه إلى وسطها، كما خرج المحتجون في شيكاغو إلى دالي بلازا، حيث انطلقت مسيرة عبر الحي المالي، في الوقت الذي شهدت فيه ميامي أيضاً مظاهرات في برج الحرية، مع ترديد هتافات تطالب بالديمقراطية. وبدعم من ترامب، أجرى فريق ماسك في إدارة الكفاءة الحكومية عملية تدقيق في الحكومة الأميركية، وألغى أكثر من 200 ألف وظيفة من أصل 2.3 مليون وظيفة بالحكومة الاتحادية، كما بدأت دائرة الإيرادات الداخلية الجمعة بتسريح أكثر من 20 ألف موظف، أي ما يصل إلى 25 بالمئة من قوة العمل. وتجمع المئات أمام مقر إدارة الضمان الاجتماعي، وهي هدف رئيسي لإدارة الكفاءة الحكومية، بالقرب من بالتيمور احتجاجاً على تخفيضات تستهدف الوكالة التي تقدم إعانات لكبار السن وذوي الإعاقة. كما سادت حالة من الغضب بعدما أعلنت الوكالة مؤخراً عن تسريح سبعة آلاف موظف وإيقاف خدمات الهاتف للملايين. وقيدت دعاوى قضائية جزءاً كبيراً من أجندة ترامب مع اتهامه بتجاوز سلطاته من خلال محاولات طرد الموظفين بالحكومة وترحيل المهاجرين. ونقلت رويترز عن واين هوفمان “73” عاماً وهو مدير أصول مالية متقاعد من وست كيب ماي في نيوجيرزي، قوله: إنه قلق من سياسات ترامب الاقتصادية واستخدامه الواسع للرسوم الجمركية. وأضاف: “سيكلف هذا الأمر المزارعين في الولايات الحمراء.. سيكلف الناس وظائفهم، وخصوصاً حسابات التقاعد.. خسر الناس عشرات الآلاف من الدولارات”.وأعدت جماعات حقوقية لنحو 1200 مظاهرة ضد ترامب في أنحاء الولايات المتحدة، فيما تعاونت العشرات من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان لدعم التعبئة الجماهيرية التي جرت أمس وفقاً لوسائل إعلام أميركية. وقبل ساعات من بدء الاحتجاجات في الولايات المتحدة، تجمع مئات الأميركيين المناهضين لترامب المقيمين في أوروبا في كل من برلين وفرانكفورت وباريس ولندن تنديداً بسياساته الخارجية والداخلية. وفي العاصمة الألمانية، احتج المئات ضد ماسك أمام صالة عرض تابعة لشركة تسلا بدعوة من جماعة عامة لتنظيم الاحتجاجات تضم “كامباكت” و”أيام الجمعة من أجل المستقبل” وائتلاف “أغلقوا الصنبور على تحالف تسلا”. وقالت كارو ويبر عضو ائتلاف “أغلقوا الصنبور على تسلا”: “لا بد ألا يتم السماح لإيلون ماسك بعد الآن بتقويض الهياكل الديمقراطية دون عوائق”.