أنقرة تجدد دعمها لدمشق وتدعو “تل أبيب” للكف عن اعتداءاتها “اجتماع فني” بين تركيا وإسرائيل.. فهل تتجنبان الصدام في سوريا؟

الثورة – ناصر منذر:
وسط تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل، على خلفية اعتداءات الاحتلال المتكررة على الأراضي السورية، والتي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، تفيد المعلومات الواردة بأن اجتماعاً فنياً -هو الأول من نوعه- عقد بين أنقرة وتل أبيب في أذربيجان أمس الأربعاء، لبحث إنشاء آلية تفادي الصدام “لمنع حصول حوادث غير مرغوب بها في سوريا”، وهذا ما أكدته مصادر في وزارة الدفاع التركية، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
وفي حين تزعم إسرائيل أنها متخوفة من مستوى التحالف القائم بين سوريا وتركيا، بعد سقوط النظام المخلوع، وتروج لفكرة “الهيمنة التركية”، وبأن من شأن ذلك أن يهدد أمنها، فإنها تتخذ من ذلك حجة واهية لمواصلة اعتداءاتها السافرة على الأراضي السورية، للتغطية على مشروعها الاحتلالي والتوسعي، مستغلة إنشغال سوريا بترتيب أولوياتها للمرحلة القادمة، فيما تؤكد تركيا، أن هدفها في سوريا هو مساعدتها على التعافي والنهوض مجدداً، ولاتريد أي مواجهة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي عبر البوابة السورية.
وزارة الدفاع التركية أكدت اليوم الخميس وجوب أن تتخلى إسرائيل عن سلوكها “التوسعي والاحتلالي” من أجل إرساء الأمن الإقليمي.
وشدَّد زكي آق تورك، المتحدث باسم المكتب الإعلامي للوزارة في إحاطة صحفية، نقلتها وكالة الأناضول، على ضرورة أن توقف إسرائيل فوراً هجماتها الاستفزازية التي تهدف إلى المساس بوحدة أراضي سوريا وزعزعة أمنها واستقرارها. داعياً إسرائيل إلى التصرف وفقاً لمبادئ حسن الجوار والمساهمة في استقرار وأمن سوريا.
وأضاف: “من أجل إرساء الأمن الإقليمي يتعين على إسرائيل أن تتخلى عن سلوكها التوسعي والاحتلالي وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولية منع هذا التصرف غير القانوني”.
وعقب الإحاطة الصحفية التي قدمها المتحدث التركي، قالت مصادر في وزارة الدفاع التركية، أن تركيا، و تماشياً مع مطالب الحكومة الجديدة في سوريا، تقدم دعمها في الحرب ضد جميع “التنظيمات الإرهابية”، وفي مقدمتها “داعش”. مشيرة إلى تواصل عمليات التقييم من أجل إنشاء قاعدة لأغراض تدريبية في سوريا.
وأضافت: “الهدف الوحيد لتركيا هو مساعدة سوريا في الحفاظ على وحدة أراضيها واستقرارها وأمنها، وتطهيرها من الإرهاب”.
وأوضحت المصادر أن تركيا لديها النية والقدرة والرؤية للقيام بذلك، مضيفة بالقول: “لتحقيق هذه الغاية، فإن جميع الأنشطة التي تم تنفيذها أو سيتم تنفيذها تجري في نطاق اتفاق تم التوصل إليه بين الدولتين، ووفقاُ للقانون الدولي ودون استهداف دول ثالثة”.
وأعلنت المصادر ذاتها عن عقد أول اجتماع فني بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان أمس الأربعاء بخصوص إنشاء آلية تفادي الصدام “لمنع حصول حوادث غير مرغوب بها في سوريا”.
على التوازي، أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن استعداد أنقرة لتقديم الدعم إلى سوريا في حال إبرام اتفاق عسكري معها، لافتاً إلى أن أي حالة عدم استقرار في بلد جار لتركيا ستؤثر عليها ويتسبب لها بأذى.
ونقلت “الأناضول” عن فيدان قوله  في تصريح تلفزيوني: “سوريا كدولة مستقلة إذا دخلت في اتفاق عسكري معنا فنحن مستعدون لتقديم أي دعم نستطيع لها”. مؤكداً في الوقت ذاته  أنه لا نية لتركيا للدخول في صراع مع أي دولة في سوريا وليس إسرائيل فحسب، مشدداً على أن سوريا دولة مستقلة.
مضيفاً بالقول: “من غير المقبول أن تحاول إسرائيل إثارة استفزازات في سوريا باستخدام طموحاتها التوسعية في المنطقة”.
ولفت فيدان إلى أن إسرائيل دمرت كل العناصر التي سيستخدمها الجيش النظامي في سوريا منذ اليوم الأول الذي غادر فيه بشار الأسد، رئيس النظام المخلوع.
وبيَّن أن تل أبيب حددت استراتيجية لعدم ترك أي شيء للإدارة والقوات المسلحة الجديدة، وتعمل على تطوير هذه الإستراتيجية خطوة بخطوة.
وفي رده على سؤال حول وجود أقاويل متعلقة بمحادثات مع إسرائيل، قال فيدان: “أثناء القيام بعمليات معينة في سوريا سواء جواً أو بطرق أخرى، لابد من وجود آلية لعدم التصادم مع إسرائيل، التي تسيّر طائراتها في المنطقة، تماماً كما نفعل مع الأميركيين والروس”.
وأضاف: “في سوريا، جرى العمل على هذا الأمر بشكل مكثف مع الروس، لقد كانت لدينا آلية لمنع التصادم عندما كان الروس أكثر نشاطاً، ثم لاحقاً مع الأمريكيين والإيرانيين”.
وقال: “والآن، إسرائيل بحاجة بالفعل إلى أن تنضم إلى هذه الآلية في مرحلة ما، ومن الطبيعي أن يكون هناك اتصالات فنية لضمان ذلك”.
مشيراً إلى وجود اتصالات فنية مع إسرائيل لمنع سوء الفهم بين العناصر المقاتلة، مبيناً أن هذه الاتصالات الفنية تتم بشكل مباشر عند الضرورة.

وفي سياق متصل، ذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، اليوم، أن مسؤولاً إسرائيلياً كشف بأن ضباطا أتراك وإسرائيليين ناقشوا إنشاء آلية لفض الاشتباك بين “جيشي البلدين” في سوريا، فيما أكد مسؤول إسرائيلي آخر للقناة 12 الإسرائيلية أن ثمة اتصالات تجري حالياً بين إسرائيل وتركيا بخصوص التوترات على الأراضي السورية، و سيتم بناء منظومة للتنسيق بين البلدين على نسق المنظومة التي كانت مع روسيا أثناء وجودها على الأراضي السورية. وفق ما نقلته قناة العربية عن القناة الإسرائيلية.
من جانبها ذكرت وكالة رويترز  نقلاً عن مصدر سياسي إسرائيلي أن إسرائيل أبلغت تركيا رفضها إنشاء قاعدة عسكرية في تدمر، وقال: إن إسرائيل أبلغت تركيا بشكل واضح أن “أي تغيير في انتشار القوات الأجنبية في سوريا، وخاصة إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر،هو خط أحمر وسيُعتبر خرقاً لقواعد اللعبة”. وفق تعبير المسؤول الإسرائيلي.
سوريا تدين باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، وتؤكد أن استمرارها لا يشكل فقط انتهاكاً للقانون الدولي، بل يمثل أيضاً تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي، موضحة أن هذه الهجمات المتعمدة التي تنفذ دون أي رادع تكشف عن التجاهل التام من قبل إسرائيل للقوانين والأعراف الدولية تحت ذرائع لم تعد تلقى أي مصداقية.
ومع غياب المساءلة والمحاسبة الدولية، تعمل إسرائيل على جر المنطقة إلى منزلق خطير، وبحال استمرار اعتداءاتها على الأراضي السورية، تحت ذريعة القلق من الشراكة التركية مع سوريا، فإن المنطقة برمتها ستكون أمام تداعيات كارثية، لن يكون الاحتلال الإسرائيلي بمنأى عنها على الإطلاق.

آخر الأخبار
جاهزية "الخوذ البيضاء" في مواجهة الحوادث المرورية والحرائق بالتعاون مع المجتمع الأهلي.. حملات نظافة متتالية بصحنايا ريف دمشق.. مشاريع خدمية واستكمال أخرى للنهوض بواقع الخدمات خلال زيارته مديرية "المرسوم 66".. محافظ دمشق : نرغب باستكمال المشروع وإنهاء العقبات ثلاث منشآت جديدة في حسياء الصناعية عودة الكهرباء إلى قرية "الشقيفات" وإصلاح أعطال باللاذقية توقيف متورطين في التعدي على الكابلات ببلدة جباب صناعيو حلب يقرعون جرس الإنذار.. الصناعة الوطنية في خطر أردوغان: إسرائيل تزرع الانقسامات في سوريا وتهدد استقرار المنطقة ترحيب واسع بمحادثات مسقط ترامب متفائل والبيت الأبيض يصفها بالبناءة برمجيات خبيثة تتسلل للهواتف الذكية.. "أمن المعلومات" يحذر: Crocodilus تسرق بياناتك إلغاء جمركة الموبايلات يفتح التكهنات باتجاه التحوّل الرقمي والحكومة الإلكترونية المباشرة بتنفيذ شبكات المياه في قرية دبلان بدير الزور الذكاء الاصطناعي" ومكافحة حرائق الغابات بالتعاون مع الجمعية الطبية الألمانية.."نبضنا واحد" تدريبات طبية متقدمة في مستشفى حماة شو "الأمانة السورية " ذراع أسماء الأسد المخربة.. مشروعها في التكية السليمانية كارثيٌّ العمل مستمر لإصلاح الأعطال الكهربائية في مصياف البسطات في منطقة الريجي باللاذقية تعوق حركة المرور تأهيل وتجميل جسر الحرية بدمشق مستمر حلب.. حملة لإزالة آثار النظام البائد من شعارات ورسومات