الثورة – ناصر منذر
جاء اللقاء الذي جمع أمس، السيد الرئيس أحمد الشرع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي، ليعزز الشراكة المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، حيث تواجه سوريا تحديات كبيرة على طريق إعادة البناء والنهوض بالبلد الذي دمرته سياسات النظام المخلوع، وقد أبدت تركيا منذ لحظة انتصار الثورة، استعدادها لمساعدة سوريا وشعبها لتجاوز هذه المرحلة، عبر تقديم كل الدعم اللازم، وعلى مختلف الصعد، بما يضمن الحفاظ على أمن واستقرار سوريا وسلامة وحدة أراضيها.
اللقاء بين الرئيسين الشرع وأردوغان، عقد بعيداً عن وسائل الإعلام، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، وقد ناقش الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى قضايا إقليمية وعالمية.
وبحسب بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أكد الرئيس أردوغان خلال اللقاء أن تركيا ترحب بعدم منح الفرصة لأولئك الذين يسعون لإعادة الفوضى إلى سوريا، معرباً عن اعتقاده أن السنوات المقبلة ستشهد استقراراً ورفاهية وسلاماً في سوريا.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا ستواصل جهودها الدبلوماسية لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة بذل مزيد من الجهود لإحياء التعاون التجاري والاقتصادي مع سوريا، مع إمكانية تقييم الخطوات في المجالات الأخرى.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل دعمها لكي تستعيد سوريا استقرارها، كما فعلت في السابق.
هذا وقد ذكرت رئاسة الجمهورية في منشور أمس أن الرئيس أردوغان رافق الرئيس الشرع في وداع رسمي عقب انتهاء أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
كما نشرت تصريحًا للرئيس الشرع، عقب انتهاء مؤتمر أنطاليا، قال فيه: سعدت اليوم بالمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الرابعة، تحت شعار “التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”.
وقال: جاءت هذه المشاركة انطلاقاً من إيمان الجمهورية العربية السورية العميق بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأنجع لحل النزاعات وتعزيز السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم.
وأضاف: لقد شكّل المنتدى فرصة ثمينة لتبادل الرؤى مع عدد من القادة والمسؤولين حول التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، إضافةً إلى التأكيد على ضرورة احترام وحدة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وتابع بالقول: كما أجريت على هامش المنتدى سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الرؤساء والقادة المشاركين، تناولنا خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتوسيع مجالات التعاون، والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح شعوبنا ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي الختام، أتوجه بالشكر والتقدير لأخي رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان على اهتمامه الكريم وحسن استقباله.
يشار إلى أن زيارة الرئيس الشرع إلى تركيا، هي الثانية من نوعها، حيث زار أنقرة في بداية شهر شباط الماضي، وأجرى لقاءا مثمرا مع الرئيس التركي الذي أكد حينها وجود توافق في الآراء بين بلاده والإدارة السورية في جميع القضايا، لافتاً إلى أن زيارة الشرع إلى أنقرة تُعد تاريخية، وهي بداية مرحلة صداقة وتعاون دائمَين بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة في الرابع من شباط الماضي، أشاد أردوغان بشجاعة أبناء سوريا في النضال ضد النظام البائد الظالم. وقال حينذاك: لم نترك إخواننا السوريين وحدهم في الأيام العصيبة، وسنقدم لهم الدعم اللازم في المرحلة الجديدة أيضاً، وأشار إلى أن أساس السياسة التركية حيال الجارة سوريا لطالما كان الحفاظ على سلامة أراضي هذا البلد ووحدته.
من جانبه قال الشرع: إن الشعب السوري لن ينسى الوقفة التاريخية للدولة التركية معه خلال فترة الثورة، وأضاف: أتقدم بالشكر للرئيس أردوغان على تلك الوقفة، والشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا طوال السنوات الماضية.
ولفت الشرع إلى أن العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا، معتبراً أن الثورة السورية والتفاعل التركي معها عزز هذه العلاقات. ووصف العلاقات بين البلدين بأنها أخوية ومتميزة، مؤكداً أهمية تحويلها إلى شراكة إستراتيجية عميقة في كل المجالات لتحقيق الخير والازدهار للشعبين السوري والتركي.
وكانت قد انطلقت أمس الجمعة فعاليات النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي “ADF2025″، والذي يُعقد بين 11 و13 أبريل/ نيسان الجاري، بمشاركة الرئيس الشرع، و رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية وممثلين عن منظمات دولية.