مصر والكويت تجددان دعمهما لسوريا.. السوداني يوجِّه دعوة رسمية إلى الشرع لحضور القمة العربية في بغداد

الثورة – ناصر منذر:
تشير التطورات السياسية الراهنة، بما فيها المواقف العربية والدولية الداعمة لسوريا الجديدة، أن دمشق تجاوزت عتبة العزلة العربية التي سببها النظام المخلوع، وبدأت تستعيد دورها العربي المؤثِّر، لما تملكه من ثقل سياسي كبير وفاعل على صعيد المنطقة، ومن هنا تأتي الدعوة الرسمية التي وجهها العراق إلى سوريا لحضور القمة العربية في بغداد، المقرر عقدها الشهر المقبل، لتعطي تأكيداً جديداً، على التوافق العربي تجاه ترسيخ الشرعية للحكومة الجديدة، وأهمية حضورها العربي، مع التأكيد أيضاً على ضرورة الاستمرار في دعمها، بما يعزز أمن واستقرار سوريا، لأن من شأن ذلك أن يحافظ على أمن واستقرار المنطقة كلها.
وفي سياق الانفتاح العربي الواسع على سوريا، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أنه وجَّه دعوة للسيد الرئيس أحمد الشرع لحضور القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد في أيار المقبل.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن السوداني قوله في ملتقى السليمانية التاسع، اليوم، أن “القمة العربية حدث مهم يليق ببغداد”. وأضاف: “وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في بغداد”.
وأشار السوداني إلى أن العراق أصبح محطة لصناعة الاستقرار، وهو مستعد لأن يكون شريكاً موثوقاً وعنصراً فاعلاً في تحقيق الاستقرار الإقليمي، لافتاً إلى أن العراق حافظ على مواقفه الثابتة والمبدئية، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وكان الرئيس الشرع قد شارك في القمة العربية غير العادية حول تطورات القضية الفلسطينية، التي عقدت في الرابع من الشهر الماضي، في القاهرة، وذلك بعد تلقيه دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث الأوضاع في قطاع غزة.
وحينها، أكَّد الرئيس الشرع، خلال كلمته أمام القمة، أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد سنوات من الغياب هي لحظة تاريخية، مشدداً على أنها تمثل تأكيداً على عزم سوريا تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
وأشار في الوقت ذاته، إلى أن سوريا تواصل مساعيها للحفاظ على تماسك الدول العربية والعمل معاً لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الأمة العربية.
من جانب آخر، وفي سياق الدعم العربي المتواصل لسوريا، في هذه المرحلة، أكدت مصر والكويت أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ودعم الاستقرار فيها وأدانتا انتهاك الاحتلال الإسرائيلي لسيادتها.
وفي بيان مشترك صدر في ختام زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الكويت، بدعوة من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أكد الجانبان أيضاً أهمية الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في سوريا وعلى ضرورة أن تلبي تطلعات وآمال الشعب السوري في العيش بأمن وأمان.
ودعا الجانبان إلى إعلاء المصلحة الوطنية لدعم الاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدراتها ووحدة وسلامة أراضيها والحفاظ على هويتها العربية ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها، وضرورة مكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
وشدد الجانبان أيضاً على إدانة انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للسيادة السورية واستيلائه على مساحات جديدة من الأراضي السورية، وأكدا أهمية احترام “إسرائيل” للقانون الدولي والالتزام باتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974.
وفي سياق موازٍ، كشفت الحكومة اليمنية عن ترتيبات جارية من أجل إعادة فتح سفارة بلادها في العاصمة دمشق.
وقال وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني في تصريحات نقلتها صحيفة عكاظ السعودية: “تواصلنا مع الحكومة السّورية الجديدة منذ اللحظة الأولى، كما تواصلت شخصياً مع وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، وباشرنا الجهود اللازمة لاستعادة مبنى السفارة وإعادة فتحها”.
وأضاف: “تم التواصل مع السلطات الجديدة في سورية منذ توليها القيادة، وتواصلت شخصياً مع وزير الخارجية، ومنذ اللحظات الأولى باشرنا الجهود اللازمة لاستعادة مبنى السفارة وإعادة فتح السفارة، ونعتزم إرسال وفد إلى دمشق في الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين من الشهر الجاري، لاسترداد مبنى السفارة وإعادة فتحها في دمشق”.
يشار إلى أن السفارة اليمنية بدمشق كانت تحت سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران خلال السنوات الماضية أثناء فترة حكم النظام المخلوع.