تشهد سوريا اليوم تجاذبات متباينة الهوية والأهداف، وهي على أبواب منعطفٍ فاصل ما بين الانعتاق من تراكمات العزلة والعقوبات الخارجية، والفساد الداخلي الذي استشرى عبر عقود ماضية، وما لحق به من ركود اقتصادي وتراجع في الكفاءات التي خسرناها نتيجة هجرة العقول، وبالتالي القهر المعيشي الذي فاق حدود الصبر.
وبين الغرق في متاهات تلك العوائق مجدداً بجذورها العفنة، ومستجداتها المغرضة التي يعمل مفتعلوها من دون كلل على تشويه كل ما يُنجَز تمهيداً لواقع يطمح به السوريون جميعاً، وتقويض خطوات العمل الوثابة التي تحققت خلال الأشهر الماضية.
من هنا تتجلى أهمية الإدراك العام.. أن اعتزال الفتنة والنأي عن أهلها واجب وطني، وهو أصل عظيم من أصول الدين الإسلامي الحنيف، لما فيه من خير وسلامة من إراقة الدماء وتشتت البلد وضياعها في غياهب الأفعال الهدامة، وردودها الأكثر تهديماً للاستقرار والبناء.
ولعل في التاريخ عبر وافية لما آلت إليه الأمم التي انغمست بالفتن فأحرقتها، فهل نتعظ وكلنا في خندق واحد يحدونا الشوق للأمان والازدهار!.