الفاكهة الاستوائية بين الرفض والقبول.. و”الزراعة” تحذر من انتشارها

الثورة – عبد الحميد غانم:

يُطرح موضوع زراعة الفاكهة الاستوائية من جديد مخاطر على واقع الزراعة المحلية، فرغم عائدها المادي، إلا أنها تهدد المزروعات التقليدية منها الحمضيات.

وفي مناطق الساحل السوري، يعمل المزارعون على الاستعاضة عن أشجار البرتقال والليمون وغيرها، بأشجار الفاكهة الاستوائية مثل: الموز، والأفوكادو، والباباي، والكيوي، وغيرها نتيجة عدم القدرة على التصريف.

زراعة الفاكهة الاستوائية موضوع إشكالي يطرح بين قبول ورغبة لبعض المزارعين، وبين رفض وزارة الزراعة وعدم الرغبة بتوسعها.

“الثورة” سلطت الضوء وتناولت الموضوع مع الخبير الاقتصادي ومدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور سعيد إبراهيم، معتبراً أن انتشار هذه الزراعات تهديد لبقية أنواع المزروعات.

ورأى أن زراعة النباتات الاستوائية دخلت سوريا عبر لبنان من قبل سوريين غادروا القطر خلال فترة الحرب، وقام بعضهم بتأسيس مشاتل في لبنان، ومن ثم أدخلوا أنواعاً جديدة من تلك النباتات الاستوائية، حيث قامت هذه المشاتل بإكثارها وبيعها للفلاحين والمزارعين، ما أدى إلى انتشارها على نطاق واسع في المنطقة الساحلية.

عائد اقتصادي

ونوه الخبير إبراهيم بأنه نتيجة للتغيرات المناخية التي تواجه المنطقة وارتفاع درجات الحرارة وتراجع احتمالات حدوث صقيع في المنطقة الساحلية، أصبح المحيط الحيوي والظروف البيئية أكثر ملاءمة لزراعة بعض أنواع النباتات المحبة للحرارة (الاستوائية) والوصول إلى مرحلة الإنتاج، مع ملاحظة أن المواصفات القياسية الإنتاجية لها (الطعم- اللون- النكهة) متدنية مقارنة بوطنها الأصلي.

ويقول: أدى ارتفاع أسعار الفاكهة الاستوائية التسويقية إلى انتشارها بسرعة في السهل الساحلي (كزراعات مكشوفة أو محمية)، وفي محيط البيوت المحمية وفي الحيازات الصغيرة المهمشة (غير المزروعة)، وأصبحت تحقق للفلاح عائداً اقتصادياً جيداً.

مضيفاً: نتيجة لذلك، توسعت المساحات المزروعة للفاكهة الاستوائية على حساب مساحات زراعة الحمضيات والخضار الشتوية والصيفية، ولوحظ في السنتين الأخيرتين البدء باستبدال بعض الأشجار والبيوت المحمية لزراعة هذه النباتات، كونها ذات عائد اقتصادي أعلى من العائد الاقتصادي الناجم عن زراعات (حمضيات- زيتون- محاصيل أخرى) إلى حد أصبحت تشكل خطراً على المساحات المزروعة بالحمضيات في السهل الساحلي.

وبين الدكتور إبراهيم أنها ستؤدي في حال الاستمرار بالتوسع في المساحات المزروعة لهذه الأنواع المحبة للحرارة الاستوائية، إلى تراجع المساحة المزروعة بزراعة الحمضيات والزراعات المحمية، وتراجع الإنتاج والكميات المصدرة منها.

وأشار إلى أن المساحة المزروعة للموز 211 هكتاراً بإنتاج 8699 طناً، أما الفواكه الاستوائية الأخرى (أفوكادو- كيوي- كاكي- باباي)، والمساحة المزروعة 43 هكتاراً بإنتاج 1135 طناً.

ولفت إلى أنّ المساحة المزروعة اليوم بالفواكه الاستوائية في طرطوس واللاذقية باتت تعادل 10 في المئة من مجموع الأراضي القابلة للزراعة، من دون أن ترى تهديداً في ذلك، علماً أنّ النسبة بحد ذاتها مرعبة، بل إنّ هناك مزارعين أكدوا أنّ النسبة أعلى من ذلك بكثير.

الوزارة تبين

وعليه، وبحسب المدير التخطيط الزراعي، اتخذت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إجراءات للحد من انتشار هذه الزراعات. وينوه الخبير إبراهيم: إن الوزارة أكدت في تعاميمها وقراراتها للحد من تلك الزراعات، وذلك من خلال عدم التخطيط لزراعة النباتات الاستوائية، وعدم منح الفلاحين التنظيم الزراعي اللازم لهذه الزراعات، وبالتالي عدم تمكين الفلاح من الحصول على مستلزمات الإنتاج الزراعي المدعومة والقروض الزراعية من المصرف الزراعي التعاوني.

فضلاً عن التأكيد على إلزامية زراعة الحمضيات والزيتون والتفاح دوناً عن باقي الأنواع، والقيام بحملات توعية للمخاطر عن التوسع بالزراعات الاستوائية، لما ستواجه من صعوبات التسويق داخلياً نظراً لارتفاع ثمنها، وكونها لا تتوافق مع العادات الغذائية المحلية، ناهيك عن انخفاض مواصفاتها في اللون والطعم والنكهة مقارنة مع منتجاتها في موطنها الأصلي.

آخر الأخبار
محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن