الخبير فضلية لـ”الثورة”: المصارف بأمان مهما ازدادت القروض المتعثرة

الثورة – وعد ديب:

ساهم قرار وزارة المالية، حول المكلفين وغرامات التأخير، كذلك قرار مصرف سوريا المركزي، بعدم إخضاع المقترضين لفوائد تأخير، والإعفاء من الغرامات، تخفيفاً للأعباء المالية، كما يعدان من القرارات المشجعة الجريئة التي لم نسمع بمثلها منذ عقود.

ولكن بالمقابل انتهت مهلة إيعاز المصرف المركزي للمقترضين بتسديد الأقساط المستحقة، ولم يبادر معظمهم لتسديد القروض، فهل هذا يعني تأثيراً شديداً على المصارف العاملة بالسوق المحلية؟.

حاجة للسيولة

يقول الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية لصحيفة الثورة: إن مبررات هذين القرارين عديدة، ومنها أن الجهات المالية والمصرفية متفهمة لصعوبة الوضع الاقتصادي الحالي في سوريا، ومن أهمها شدة حاجة هذه الجهات للسيولة وللأموال (العامة) المستحقة لها لدى المدينين.

فروقات المبالغ

أما عن المنعكسات والخلفيات السلبية المباشرة وغير المباشرة- والكلام للدكتور فضلية- فتتمثل من جهة بفوات المنفعة أو التضحية الحكومية بفروقات المبالغ التي تم الإعفاء منها، وبالتالي فإن الجهات الرسمية صاحبة القرار قد ارتأت (بالمحصلة) أن هذه الإعفاءات التي من المفترض أن تزيد من وتيرة التسديد، هي أهم من سلبيات فوات المنفعة.

ويرى مراقبون أن هناك مظلمة (غير مقصودة) وقعت على المكلفين النظاميين الملتزمين الذين سبق أن سددوا المستحقات المتوجبة عليهم قبل أن تصدر القرارات السابقة.

وهنا يرى الخبير الاقتصادي أنه من المنصف أن تمنحهم الحكومة (بالمقابل) بعض المزايا النسبية الضريبية والمالية، خلال الفترة القادمة أو التكليفات اللاحقة.

وتابع: إن كثرة عدد وارتفاع حجم القروض المتعثرة، لا تشكل سوى نسبة قليلة من إجمالي القروض، وبالتالي فإن المصارف لم تنهر سابقاً ولن تنهار لاحقاً.

فالتشريعات المصرفية تفرض على أي مصرف خاص أو عام ألا يمنع قروضاً تزيد قيمتها وحجمها عن 20 في المئة من سيولته بالعملة السورية، ولا تزيد من 30 في المئة من سيولته بكل العملات الأخرى، وفقاً للدكتور فضلية.

وأضاف: يوجد احتياطي سيولة إجباري مفروض على كل المصارف، ويودع هذا الاحتياطي كأمانة لدى مصرف سوريا المركزي، ولا يحق لأي جهة أن تتصرف بهذا الاحتياطي لأي سبب من الأسباب، ويبلغ حجم هذا الاحتياطي ما يعادل من 4 إلى7 في المئة من إجمالي رأسمال المصرف، الأمر الذي يعني أن المصارف تبقى بأمان نسبي، ومطلق مهما ازداد عدد وحجم القروض المتعثرة.

قواعد خاصة

ورداً على سؤال”الثورة” كيف تتم معالجة القروض المتعثرة؟ يجيب فضلية أنه يوجد قواعد خاصة بالتحصيل الضريبي تشمل أي إجراء بهذا الخصوص، ومازالت هذه القواعد سارية المفعول إلى الآن، وهي قواعد وتشريعات مرنة وشاملة وتعالج بسخاء جميع حالات التعثر، وبالتالي يمكن العودة إليها وتطويرها بما يناسب الواقع الحالي.

يذكر أنه منذ عدة سنوات تم تشكيل ست لجان لمعالجة الديون المتعثرة في المصارف العامة الستة، وقد استطاعت هذه اللجان آنذاك، وخلال عدة أسابيع من العمل معالجة وتسوية نحو 30 في المئة من إجمالي القروض المتعثرة بما يعادل 100 مليار ليرة سورية.

آخر الأخبار
محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن