سرحان الموعي:
شح المياه، وقلة وسائط النقل، وغياب الصرف الصحي، والجفاف ومنعكساته على واقع الزراعة وتربية الثروة الحيوانية وخروج الأراضي الزراعية بشكل كامل من دائرة الإنتاج، وبالتالي عدم توفر المراعي، إضافة إلى بعض المشكلات ومعاناة قرى ريف سلمية الشمالي في حماة، التي سنستعرضها بعد جولة ميدانية لصحيفة الثورة.
تركزت تلك المشكلات وغيرها في قرى (كيتلون- زغرين- الربا- طراد- الشيخ علي كاسون)، والتقينا بشكل مباشر الأهالي والفعاليات المعنية والمجتمعية والعاملين في مجالس هذه البلديات للاستماع إلى واقعهم ومعاناتهم، والتي يمتد بعضها إلى سنوات طويلة، وتتشابه المعاناة بين جميع هذه البلدات، وربما كانت أول مشكلة هي التنقل بين هذه القرى، وهذه المعاناة التي مررنا بها، يعاني منها يومياً أهالي هذه القرى بسبب قلة وسائط النقل وارتفاع أجورها- إن وجدت.
المياه الأشد قساوة، عدم توفر مياه الشرب مشكلة ليست جديدة، تمتد لسنوات، وما يزيد من المعاناة تحكم أصحاب الصهاريج الخاصة وكيفية التعبئة، ويصل سعر تعبئة 20 برميلاً إلى 75 ألف ليرة سورية، ما يزيد المعاناة بظل الظروف المعيشية الصعبة.
ويأمل المواطنون من الجهات المعنية ومؤسسة الآغاخان إعادة تأهيل محطة تحلية مياه الشيخ علي كاسون المتوقفة منذ مطلع العام بعد تعرضها للسرقة.
معاناة أخرى تجمع هذه القرى تتمثل بانعدام المواسم الزراعية بسبب القحط والجفاف، وخروج الأراضي الزراعية من الإنتاج بنسبة كبيرة وهي المصدر الرئيسي لمعيشة المواطنين، وانعكس الجفاف على واقع الثروة الحيوانية بسبب غياب المراعي، وغلاء العلف، ما اضطر معظمهم لبيع بعض ما يمتلكون من أغنام وماعز وأبقار بأسعار زهيدة لإطعام ما تبقى من قطيع لديهم.
وتنتشر في غالبية هذه القرى الحفر الفنية غير الصحية وتسرب المياه المالحة إلى الشوارع والأزقة وتعتبر مصدر للتلوث البيئي والمياه الجوفية ومصدر لتجمع الحشرات الضارة الناقلة للأمراض والأوبئة.
تأهيل المراكز الصحية في تلك القرى تعرضت بعض المراكز الصحية لأعمال نهب وسرقة وتخريب، ويحتاج بعضها للتأهيل، كمركز الشيخ علي كاسون، والمراكز الأخرى تقدم خدماتها الصحية ضمن الإمكانيات المتوفرة، ويطالب الأهالي بضرورة وجود نقطة طبية للحالات الإسعافية والطارئة تقدم خدماتها لجميع القرى، وتحتاج القرى كباقي المناطق لدعم وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء بالشيخ علي كاسون، بعد تعرضها للسرقة ولأضرار كبيرة تتطلب زيادة مراكز التحويل لتخيف الأعطال المتكررة والانقطاع الطويل للكهرباء بوجود التقنين، وشوارع القرى بأمس الحاجة لنقاط ضوئية على الطاقة الشمسية في ظل غياب التغذية الكهربائية.
نقص الكوادر التعليمية يتميز قطاع التربية والتعليم بالجودة والإيجابية، وتسير العملية التربوية بشكل جيد بفضل الكوادر الإدارية والتعليمية بمدارس القرى، ومتابعة الإشراف التربوي بالسلمية رغم نقص الكوادر الإدارية في عدة مدارس منها مدرسة زغرين ح2، وحاجة بعض المدارس المتضررة للتأهيل، كثانوية زغرين، ومدارس الشيخ علي كاسون وكانت وعدت مديرية الأبنية المدرسية بتأهيلها بعد الكشف على هذه المدارس، ويأمل الأهالي بتأمين وسائط نقل لطلاب الجامعات وشهادتي التعليم الثانوي والأساسي لعدم قدرة الأهالي على تحمل تكاليف النقل الباهظة.
متابعة الجهات المعنية وللاطلاع على رأي الجهات المعنية حول ما رصدته الثورة في جولتها على هذه القرى وعرض المعاناة التي يعيشها الأهالي وبخاصة موضوع ترحيل القمامة، أكد المكلف بتسيير بلدية زغرين جهاد إبراهيم، ومختار قرية الشيخ علي كاسون سامي العباس، أن القمامة سيتم ترحيلها يومين في الأسبوع، وحسب توفر مادة المازوت.
وعن واقع مياه الشرب لقرى الريف الشمالي لسلمية (الشيخ علي كاسون- كيتلون- زغرين- الربا- طراد) التقينا مدير وحدة مياه سلمية المهندس سائر وردة، مبيناً أن هناك معاناة شديدة للمواطنين القاطنين بهذه القرى بالحصول على مياه الشرب، وتسعى مؤسسة مياه حماة بشكل جدي بالبحث عن مصادر لتأمين مياه من مصادر بديلة ومن خارج القرى، ولا يوجد مياه جوفية في هذه المنطقة والآبار الموجودة المحفورة جافة، وعن محطة التحلية الموجودة على بئر قرية الشيخ علي كاسون وتغذي أهالي القرية أكد المهندس وردة أن المحطة تعمل على الديزل حسب توفر المادة.
ختاماً.. نضم صوتنا لصوت المواطنين بقرى الريف الشمالي لمنطقة سلمية وضرورة تجاوب الجهات المعنية مع معاناتهم وإيجاد الحلول المناسبة لقضاياهم المطروحة بكامل المسؤولية.
تصوير- حسان نعوس