الثورة – حسن العجيلي وجهاد اصطيف:
يبرز تأمين المياه كحاجة ملحة لتأمين عودة الأهالي، وخاصة بعد التحرير، ودخول مرحلة التعافي تدريجياً، ويستدعي استراتيجية شاملة تضمن استدامة هذا المورد الحيوي، وضمان وصوله الآمن والدائم إلى كل قرية وحي ومنزل.
تنعكس جهود المؤسسة العامة لمياه الشرب إيجاباً على واقع المياه لتكون أكثر من جيدة حالياً، كما وصفها المدير العام للمؤسسة بحلب المهندس محمد جمال ديبان، مؤكداً استمرار العمل على تحسين الواقع المائي في الريف والمدينة لتصل لجميع المشتركين البالغ عددهم مليون مئة ألف مشترك.
– 600 ألف م3 للمدينة:
وفي حديثه لـ”الثورة” شرح المهندس ديبان آلية وصول مياه الشرب للمدينة، مبيّناً أنها تشرب من نهر الفرات عبر محطة البابيري، ومأخذ تجمع المياه في محطات المعالجة في الخفسة قبل ضخها إلى رأس القناة لمسافة نحو 12 كم، ومن رأس القناة تتوزع على أربع قنوات لمسافة 90 كم لضخها بالراحة، وتستغرق 22 ساعة قبل وصولها مدينة حلب، وتوزيعها على 3 محطات تعقيم واحدة في منطقة باب النيرب واثنتان في محطة ضخ سليمان الحلبي قبل ضخها إلى الشبكة أو الخزانات ومنها بالإسالة إلى الأحياء.
وعن شكاوى عدم كفاية فترات وكميات المياه، أوضح المهندس ديبان أن المياه كافية، وتبلغ 600 ألف متر مكعب للمدينة وفق برامج تقنين معلنة على وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة.
المهندس ديبان أضاف: نعمل على إصلاح الأعطال دورياً وجرى تغيير نحو 2كم شبكات، وخطة لتغيير 10كم شبكات ضمن المدينة بأقطار تبدأ من 100مم وتنتهي بـ 900مم، وإصلاح خط 1400مم، وهو من خطوط التوازن بكلفة 11 ألف دولار، إضافة إلى الإصلاحات اليومية والليلية ومعالجة الشكاوى مباشرة.
ولفت إلى أن المؤسسة تتابع إصلاح المضخات منها ثلاث في الخفسة، والرابعة قيد الإصلاح وهي مضخات كبيرة تضخ نحو 4500 متر مكعب في الساعة، وإصلاح مضخات ومحركات في محطة سليمان الحلبي و باب النيرب.
– طاقة شمسية لمضخات الريف:
وبيَّن أن المؤسسة تنفذ مع المنظمات الدولية مشاريع آبار ومضخات، لتسهيل عودة الأهالي إلى منازلهم في الريف، وتركيب أنظمة طاقة شمسية لثلاث محطات ضخ و14 مشروع طاقة شمسية لمحطات ضخ قيد التنفيذ أيضاً.
وأشار المهندس ديبان إلى مشاريع طاقة شمسية عديدة في منبج وجرابلس، وتأهيل آبار ومضخات ومشاريع قادمة في تلحدية والكسيبية، وتل باجر، وبابص وبانص، و3 مشاريع في بلدة عندان ومشروع في بلدة حيان.
وفي الريف الجنوبي- وفق مدير المياه- تنفذ المؤسسة ثلاث مراحل بالتنسيق مع المنظمات تتضمن تأمين مياه الشرب لأكثر من 40 قرية، ومعالجة مياه نهر قويق لسقاية المزروعات وحماية مياه آبار الشرب من تلوثه.
وتنفذ المؤسسة إصلاح 8 مضخات في مسكنة شرق ومسكنة غرب، وخطة لصيانة شبكاتها وتأمين مياه الشرب لمدينة عفرين من بحيرة ميدانكي والمقرر تنفيذ محطة تحلية لمنطقتي إعزاز وعفرين ومعالجة مشكلات المائية للقرى التابعة لها تباعاً تلبية لمطالب الأهالي.
وأكد المهندس ديبان أن أولوية تأمين المياه لمناطق تشهد عودة النازحين، مثل قرى أورم الكبرى، وأورم الصغرى، وعنجارة، وحيان، وماير، لتشجيع الأهالي على العودة بعد موسم المدارس.
– تحديات الهدر وصعوبة الوصول:
المهندس ديبان لفت إلى أبرز التحديات، ومنها: الهدر الكبير لمياه الشرب وداخل المنازل، أو في الشارع من غسل للسيارات والأرصفة.
وتعاني الضابطة، بحسب ديبان، من قلة آليات النقل، مقترحاً تركيب عداد مسبق الدفع يحد من الهدر والتجاوزات على مياه الشرب مشيراً إلى بدء تنفيذ ضبوط ومخالفات ومعالجة الشكاوى بحق من يهدر ويمنع وصول المياه عن المشتركين.
وبيٍَن ديبان صعوبة الوصول إلى الخفسة، المحتاجة لتنفيذ وإصلاح ومشاريع لم تنفذ سابقاً بشكل جيد إضافة إلى قدم واهتراء التجهيزات الكهربائية والميكانيكية، وقلة عدد العمال في المؤسسة (1400 عامل).
– تأمين العدادات عائق آخر:
وفيما يتعلق بتركيب العدادات، أوضح المهندس ديبان عدم وجود عدادات حالياً وشرائها محكوم بقوانين، مضيفاً: إن المؤسسة تفضل العداد البلاستيكي تجنباً لسرقته كون العداد النحاسي معرضاً للسرقة، وبيَّن أن نظام الوصلة المعتمدة حالياً إجراء مؤقت وإسعافي لتوصيل المياه للمشتركين إلا أنه يضر بالمؤسسة.