الثورة – مجد عبود:
تواصل مراكز صحة النساء والأسرة أداء دور محوري في تقديم الرعاية الصحية للنساء والفتيات في الشمال السوري..
صحيفة الثورة التقت مسؤول هذه المراكز في مدينة إدلب السيدة شذى قره محمد، لتسليط الضوء على الجهود المبذولة بالتنسيق مع الدفاع المدني، والصعوبات اليومية في سبيل توفير خدمات الصحة الإنجابية.
– كوادر مؤهلة:
بدأت حديثها بالتأكيد على أهمية الكوادر البشرية المؤهلة في إنجاح عمل هذه المراكز، موضحة أنه جرى اختيار القابلات الأكاديميات عبر مسابقات شفافة ومعلنة، راعت توفر الشهادة العلمية والخبرة العملية.
وأضافت؛ نحرص على توظيف قابلات يمتلكن شهادات رسمية وخبرة ميدانية، كما نخضعهن لدورات تدريبية شاملة في الصحة الإنجابية، تُعقد سنوياً بإشراف المجموعة التقنية، بهدف رفع الكفاءة وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
وتستعرض قره محمد أبرز التحديات التي تواجه العمل الميداني، مشيرة إلى أن التضاريس المتنوعة والمواقع الجغرافية الصعبة وعدم وجود مواصلات عامة كافية تربط المخيمات بالمراكز الحيوية والمدن تعيق وصول النساء والفتيات إلى المراكز، خاصة في المناطق النائية.
وبينت أن القصف المتكرر أدى إلى تدمير أو تضرر العديد من المراكز، مثل مركز الأتارب قبل التحرير، وكذلك القصف الذي طال سرمين، ما أثر بشكل كبير على قدرة المراكز على استقبال المستفيدات وتقديم الخدمات بجودة مقبولة”.
وتتابع: هناك أيضاً صعوبة كبيرة في تتبع حالات النساء الحوامل أو من يحتجن رعاية بعد الولادة، خصوصاً مع تزايد أعداد العائدين إلى مناطقهم الأصلية، ونقص التمويل وتوقف الكثير من المنظمات والمشافي بعد التحرير ما يتطلب جهوداً إضافية في الرصد والتدخل”.
– التكامل مع الدفاع المدني والمستشفيات:
وتوضح السيدة شذى أن مراكز صحة النساء والأسرة تعمل بالتنسيق المباشر مع الدفاع المدني السوري، وتكمل دور المستشفيات في تقديم الرعاية الأولية.
وأوضحت أنه تتم متابعة حالات الحمل، وتقدم خدمات ما بعد الولادة، لكن في حال ظهور مضاعفات أو وجود حاجة لرعاية متخصصة، نقوم بإحالة الحالة إلى مستوى رعاية أعلى بالتنسيق مع المشافي.
التنسيق مع الدفاع المدني يسهّل النقل السريع ويؤمن الدعم اللوجستي للمناطق النائية.
في ختام حديثها، تعبر قره محمد عن أملها في توسيع نطاق الدعم وزيادة التمويل لضمان استمرارية عمل المراكز وتوسيع خدماتها.
ولفتت إلى الطموح لإيصال الرعاية الصحية لكل امرأة وفتاة في سوريا، بغض النظر عن مكان إقامتها أو الظروف التي تعيشها، هذا يتطلب دعماً مستداماً وتعاوناً من جميع الجهات الإنسانية والدولية.