الثورة – عبد الحميد غانم:
تحت رعاية وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل انطلقت في العاصمة دمشق، فعاليات مؤتمر “الذكاء الاصطناعي الأول في سوريا IA-SYRIA، الذي ينظّمه الاتّحاد العربي للإنترنت والاتصالات.
وذلك بحضور منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، وعدد من المنظمات العربية والإقليمة وممثلي المؤسسات الحكومية والأكاديمية، وخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي من مختلف الدول.
وأكَّد الوزير هيكل أن سوريا تسعى لتحقيق نقلة نوعية في بنيتها التكنولوجية، انطلاقاً من إيمانها بدور الذكاء الاصطناعي في بناء الاقتصاد المعرفي، لافتاً إلى أهمية الشراكة مع المنظمات العربية مثل “أكساد” لتعظيم الاستفادة من التطبيقات الذكية في إدارة الموارد الطبيعية، وبناء اقتصاديات رقمية متطورة ومستدامة في الوطن العربي.
– الابتكار التكنولوجي:
من جانبه أكد مدير عام منظمة “أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد في كلمته خلال المؤتمر أن المنظمة حققت العديد من الإنجازات وقصص النجاح في كل المجالات الزراعية التي تعمل عليها من تطوير واستنباط لأنواع الحبوب المختلفة إلى التحسين الوراثي للمجترات الصغيرة من أغنام العواس والماعز الشامي والإبل.
وأشار إلى برامج تطوير الأشجار المثمرة والمراعي، وصولاً إلى تطوير تقانات مكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، ومشاريع حصاد مياه الأمطار والإدارة المتكاملة لمياه الري، بالإضافة إلى جهودها في التكيّف مع التغيرات المناخية وآثارها السلبية على الموارد الزراعية والمياه، وإعداد الخرائط الرقمية والتفاعلية.
وبيَّن الدكتور العبيد ضرورة تبني الابتكار التكنولوجي لمواجهة التحديات المناخية وندرة الموارد الطبيعية، وترشيد استخدام المياه عبر تقنيات الزراعة الذكية وتحليل البيانات، ولاسيما في المناطق الجافة، وأن أكساد عملت على دمج حلول الذكاء الاصطناعي في برامجها البحثية لتحسين واستثمار الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي في سبيل تطوير استراتيجيات متقدمة للحد من أثر التغيرات المناخية الشديدة على الزراعة السورية خاصة والعربية عامة.
وأشار إلى استعداد أكساد الدائم لوضع كل إمكانياتها وخبراتها في خدمة مخرجات هذا المؤتمر الهام.
وشارك خبراء أكساد العرب بإثراء المؤتمر من خلال مداخلاتهم ضمن عدة عروض علمية متخصصة استعرضوا فيها أحدث التجارب التطبيقية للذكاء الاصطناعي في تطوير الثروة الحيوانية والقطاع الزراعي وإدارة الموارد المائية.
وأكدوا على أهمية تعزيز الشراكات بين المؤسسات البحثية والقطاعات الحكومية والخاصة لتحويل هذه الابتكارات إلى حلول ملموسة قابلة للتطبيق على أرض الواقع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الحفاظ على البيئة.
توظيف التكنولوجيا
وتناولت فعاليات اليوم الأول لمؤتمر “IA-SYRIA 2025” الذكاء الاصطناعي على أنه ركيزةٌ أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في سوريا والمنطقة العربية، من خلال تسليط الضوء على نجاحات ملموسة في توظيف التكنولوجيا لمواجهة التحديات المناخية وندرة الموارد، في خطوة استراتيجية تعكس إصرار سوريا على تحويل التحديات إلى فرص، بواسطة عقلنة الزراعة، وترشيد المياه، وتمكين البحث العلمي الذكي.