لم يعد خافياً على أحد أن الأدوار المشبوهة والدنيئة التي دأبت على ممارستها عدة جهات خارجية أو داخلية لبث الفتن والتحريض الطائفي المقيت، بأشكال غريبة عجيبة لضرب النسيج الاجتماعي وتمزيق وحدته، إمعان موجه لإضعاف البلاد والعباد ليصبح لقمة سائغة أمام الطامعين.
بلا شك شهدنا أحداث شغب وفوضى مدانة ومرفوضة في عدة جامعات، كان وقودها الطلبة الشباب، وأدت إلى نتائج مؤسفة على عدة أصعدة، وكادت ألسنة الفتنة أن تندلع أكثر لولا الرد السريع الذي جاء بحكمة وترو من عدة جهات، ليس أولها وزارة الإعلام وخطابها المتزن المتفهم للأهداف والنتائج، ووزارة الأوقاف ومجلس الإفتاء، وصولاً إلى وزارتي التعليم العالي والداخلية لمعالجة التداعيات والآثار المتبقية.
حرص وزيرا التعليم العالي والداخلية بعد اجتماعهما مع وفد من الوجهاء في السويداء على مناقشة كيفية إعادة الطلاب إلى أماكن دراستهم لمتابعة تحصيلهم العلمي في ظروف آمنة ومستقرة، مدعمة بقرار حازم من التعليم العالي حذَّر فيه نشر أو تداول أو ترويج- وبأي وسيلة كانت، لأي محتوى يتضمن تحريضاً على الكراهية أو الطائفية أو العنصرية أو ما يسيء إلى الوحدة الوطنية أو السلم الأهلي، بعقوبات رادعة، ومتابعة ذلك من المعنيين.
صحيح أن التعميم واضح وحازم ولا لبس فيه، سيقرؤه مئات آلاف الطلبة، وجاء ضرورة لازمة لضبط الأصوات الشاذة، إلا أن الرهان فعلاً سيبقى على المتابعة والتصرف الحازم من المعنيين عن متابعته لاحقاً لمنع تكرار مثل تلك الحوادث المؤسفة والغريبة عن مجتمعنا.
