الثورة- منذر عيد:
يشكل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رفع العقوبات عن سوريا، نقطة تحول مفصلية، سواء لجهة انعكاسه على الوضع الاقتصادي السوري، والمعيشة اليومية للسوريين من جهة، ولجهة العلاقات السورية- الأميركية من جهة ثانية، ليأتي لقاء ترامب بالرئيس أحمد الشرع بمثابة إعلان تدشين أولى الخطوات على الطريق الدبلوماسي بين دمشق وواشنطن بما يؤسس لصفحة جديدة، وطي صفحة قديمة لم تخلُ يوماً من المشاكل والمناكفات أيام عهد النظام البائد.
قرار ترامب لم يأت من فراغ، بل هو نتاج طلب وضغوط طويلة ومستمرة مارسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأمر الذي أكده ترامب خلال كلمة له في منتدى الاستثمار السعودي- الأميركي أمس بأن قراره جاء بناء على طلب من الأمير محمد بن سلمان، حسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.
وقال ترامب: “ماذا عساي أن أفعل لولي العهد(…) العقوبات أدت وظيفة مهمة، لكن حان الوقت الآن لكي تمضي البلاد قدما”، ليؤكد خلال افتتاح القمة الخليجية- الأميركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب منه إلى جانب ولي عهد السعودية رفع العقوبات عن سوريا.
وفي السياق أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن المملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان لعبا دوراً إيجابياً في رفع العقوبات عن سوريا، معلنة أن أميركا منحت سوريا فرصة حقيقية من قلب الشرق الأوسط.
الجهود السعودية لمساعدة الشعب السوري، ورفع الظلم عنه، بدت بشكل جلي في شهر آب 2011، حيث كان الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أول زعيم عربي يخرج عن الصمت إزاء ما يجري في سوريا، حين ألقى خطاباً حث فيه النظام البائد على إنهاء إراقة الدماء وتنفيذ إصلاحات شاملة وسريعة، معلناً استدعاء سفير بلاده من دمشق.
منعكسات القرار
لم تكن العقوبات الأميركية وسيلة ضغط على النظام البائد ورموزه فقط( وكثيراً ما كان يجد الطرق للالتفاف عليها)، بل شكلت ثقلاً كبيراً على الحياة اليومية للمواطن السوري، حيث أصابته في مقتل بتفاصيل حياته وحياة أولاده، سواء الاقتصادية أم الاجتماعية، وعليه فإن قرار رفع العقوبات يعد حلم كل مواطن، ويشكل طاقة أمل كبيرة بعودة الانتعاش إلى وضعه الاقتصادي، من خلال انتعاش الاقتصاد السوري ككل، ودوران عجلة الإنتاج في العديد من القطاعات التي أنهكتها سنوات طويلة من الحرب، والترهل القيادي والفساد الإداري، ليسهم ذاك القرار بعودة رؤوس الأموال الوطنية المهاجرة، ودخول رؤوس الأموال العربية والأجنبية سوق الاستثمار، التي تعد سوقاً خصبة، ومع تقديرات بأن إعادة الاعمار تحتاج بين 400 و500 مليار دولار .
لا شك أن إعلان ترامب يشير إلى نقطة تحول محورية للشعب السوري بعد حرب مدمرة على مدى سنوات، كما قال وزير الخارجية أسعد الشيباني، و«فرصة رائعة» للشعب السوري كما قال ترامب، بانتظار أن تزهر تلك الإجراءات تطوراً وانفراجاً في ميادين سوريا على الصعد كافة.