الثورة – ترجمة ختام أحمد :
قال مسؤول كبير في الحكومة التركية أمس الثلاثاء: إن تركيا تراقب عن كثب أي محاولات لتقويض مبادرة السلام مع حزب العمال الكردستاني، وذلك في أعقاب إعلان الجماعة الكردية المسلحة حل نفسها وإنهاء صراعها المسلح المستمر منذ عقود مع الدولة التركية.
وأعلن حزب العمال الكردستاني، الذي صنفته عدة دول كمنظمة إرهابية، عن قراره التاريخي يوم الاثنين بعد أشهر من دعوة زعيمه المسجون إلى حل الجماعة رسمياً ونزع سلاحها- وهي الخطوة التي قد تؤدي إلى إنهاء واحدة من أطول حركات التمرد في الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد، أكد زعيم حزب العمال الكردستاني على ضرورة تأمين الحقوق الكردية من خلال التفاوض وليس النضال المسلح.
لقد فشلت جهود السلام السابقة مع الجماعة، وآخرها في عام 2015، ونظراً للإخفاقات السابقة، أعرب مساعد مقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان عن تصميمه على دعم المبادرة الحالية ومنع أي اضطرابات، وقال رئيس مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون: “إننا نتابع عن كثب محاولات تخريب العملية، ولن نسمح لأحد باختبار تصميم دولتنا في هذا الصدد”.
بدأ حزب العمال الكردستاني نضاله في البداية بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، ومع مرور الوقت، عدّل أهدافه نحو الحكم الذاتي وتعزيز الحقوق الكردية داخل تركيا، وقد أودى الصراع، الذي امتد إلى العراق وسوريا المجاورتين، بحياة عشرات الآلاف منذ اندلاعه في ثمانينيات القرن الماضي.
انطلقت أحدث جهود السلام، التي أطلقت عليها الحكومة اسم “تركيا خالية من الإرهاب”، في تشرين الأول، بعد أن اقترح حليف رئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان الإفراج المشروط عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إذا نبذ الحزب العنف وحل نفسه، ولم يكشف المسؤولون عن تفاصيل العملية التي ستتبع قرار حزب العمال الكردستاني.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من الحكومة أن عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني من المتوقع أن تستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، حيث سيتم جمع الأسلحة في مواقع محددة في شمال العراق تحت إشراف رسمي.
وبحسب صحيفة حرييت، فإن عملية نزع السلاح قد تتم بإشراف مشترك من تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق أو من خلال لجنة تضم تركيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والعراق، وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أنه قد يتم نقل أعضاء رفيعي المستوى في حزب العمال الكردستاني إلى دول ثالثة، في حين قد يعود المسلحون من الرتب الأدنى الذين لا توجد لديهم أوامر اعتقال إلى تركيا بمجرد إنشاء إطار قانوني لتسهيل إعادة دمجهم.
ولم يستجب المسؤولون الأتراك لطلبات التعليق على التقرير، ويتوقع المحللون أن تتحسن ظروف سجن أوجلان بعد حل حزب العمال الكردستاني، وقال أردوغان يوم الاثنين الماضي: إن إعلان حزب العمال الكردستاني يجب أن ينطبق على جميع الجماعات التابعة له، بما في ذلك الجماعات الكردية في سوريا، للمقاتلين الأكراد في سوريا صلات بحزب العمال الكردستاني، وقد شاركوا في قتال عنيف مع القوات المدعومة من تركيا هناك.
وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، والمدعومة من الولايات المتحدة، قد صرّح سابقاً بأن دعوة أوجلان لحل جماعته لا تنطبق على جماعته في سوريا. وتوصلت المجموعة بعد ذلك إلى اتفاق مع الحكومة المركزية في دمشق يقضي بوقف إطلاق نار شامل واندماجها في الجيش السوري، ورغم الاتفاق، أعلن مسؤولون أكراد في سوريا لاحقاً رغبتهم في إقامة دولة اتحادية، مما أثار توترات مع الحكومة السورية.
ويعتقد البعض أن الهدف الرئيسي من جهود المصالحة هو أن تتمكن حكومة أردوغان من حشد الدعم الكردي لدستور جديد يسمح له بالبقاء في السلطة بعد عام 2028، عندما تنتهي ولايته، وقال مسؤول كبير في تركيا يوم الثلاثاء: إن البلاد تراقب عن كثب أي محاولات لتقويض مبادرة السلام مع حزب العمال الكردستاني.
المصدر _ ArabNews