الثورة – همسة زغيب:
أبدعت الفنانة التشكيلية نجوى الشريف في رسم لوحاتها بلمسة فنية رائعة عبر حرفة الفسيفساء الزجاجي والرسم على الزجاج من خلال لوحات وزخارف نباتية وبروتريه وأشكال هندسية، وفن إعادة التدوير وصنع تحف فنية وصناديق ومشغولات عديدة بالفسيفساء الزجاجي وبعض قطع الفخار الملون، ولوحات تستخدم فيها الزجاج كمادة أساسية، إما بشكل ألواح وإما قطع صغيرة، وتلصقها بمواد لاصقة ومواد عازلة بتقنيات وتأثيرات مختلفة، تميزت بأنماط فنية وتصميمات متنوعة.
تهتم الشريف بالتراث والحفاظ عليه من خلال حرفة الفسيفساء التقليدية، وتسعى للبحث عن الجديد، موضحة أن الفسيفساء من أجمل الحرف، ولها مكانة تاريخية مميزة ارتبطت بعدة حضارات قديمة، تصور العديد من القضايا والأحداث القديمة، وتعكس الهوية الثقافية والدينية للمنطقة.
وقد نجحت بصناعة قطع الفسيفساء بتقنياتٍ ومواد مختلفة كالزجاج والحجر، أو الصدف والسيراميك، أو المواد العضويّة باستخدام قطع وتراكيب صغيرة من الزجاج الملون لخلق تأثيرات ضوئية رائعة، وأنجزت لوحات عن الحارات الدمشقية والطبيعة والشخصيات الأدبية والفنية، جسدتها بتقنيات عدة كالنحت والحفر والطباعة والحرق على الخشب والرسم على الزجاج بألوان متنوعة، واستخدمت فيها ألواناً ترابية تعبر عن الحزن والمعاناة، كما استخدمت ألواناً حارة وصارخة للتعبير عن القوة.
وعن بدايتها قالت: “أحب الرسم منذ الصغر وأعشق الألوان وترتيب القطع الصغيرة لتكوين أشكال مختلفة، وتصميم تكوينات من المكعبات البلاستيكية، ومن هنا بدأ اهتمامي بالتدريب والتعليم على تلك الحرفة من شغفي بها، وتعلقي بأول (فازة) كسرت عندي، وحاولت ترميمها بتقطيعها قطعاً صغيرة، وإضافة المرايا لها وإلصاقها على فخارة لتصبح (فازة) جديدة أجمل من الأولى.. وبعد تخرجي نجحت بفن الفسيفساء وتصاميمه عبر استخدام مكعبات متناهية الصغر، وصممت لوحات تحمل موضوعات جميلة، وبحثت عن هذا الفن وتاريخه، وكيف تطور بالعصر الأمويين، فهي حرفة موغلة في القدم، اهتممت بها لأعيدها إلى الأذهان وعملت على تطويرها وإعادة تشكيلها بطريقة عصرية”.