بسام مهدي:
لا يمكن إغفال الدورالذي تلعبه التكنولوجيا الرقمية في صياغة المشهد الثقافي في سوريا، وتبرزأهميته في تسخير هذه الأدوات في نشر الوعي بتراثنا الثقافي والتاريخي.
لطالما كانت سوريا مهداً لحضارات عريقة، من آثار إيبلا وأوغاريت، مروراً بتراث تدمر ودمشق القديمة، وصولاً إلى الفنون والحرف اليدوية الأصيلة، وهنا تبرزالتكنولوجيا الرقمية كأداة لا تقدر بثمن في تحقيق هذا الهدف.
تخيلوا تطبيقات هواتف ذكية تأخذنا في جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد في مدينة تدمر الأثرية، أو مواقع إلكترونية تعرض حكايات تفاعلية عن أبطال تاريخنا، أو قنوات “يوتيوب” تقدم أفلاماً وثائقية عن التراث السوري غير المادي كالحكايات الشعبية والأزياء التقليدية، لتخلق تجربة تفاعلية تربطنا بتاريخنا وثقافتنا السورية بطريقة شخصية ومؤثرة.
يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تلعب دوراً هاماً في توثيق وحفظ التراث الثقافي السوري المادي وغير المادي، من خلال رقمنة المخطوطات والوثائق التاريخية، وأرشفة الصور والأفلام القديمة، وتسجيل الحكايات والأغاني الشعبية، وبذلك نضمن بقاء كنزنا السوري للأجيال القادمة، ونحميه من الضياع والاندثار.