الثورة – ناصر منذر:
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها وثقت أكثر من 35 ألف حالة لأشخاص مفقودين منذ بدء الحرب في سوريا، من بينهم أكثر من 3000 طفل، لافتة إلى أن “العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير” وهذه فقط الحالات التي تواصلت مع اللجنة.
جاء ذلك على لسان المتحدثة الرسمية باسم اللجنة في سوريا، ياسمين بدير، والتي أشارت في حديث مع شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الإثنين إلى أن ملف المفقودين يُعد من أكثر الملفات إلحاحاً في عمل اللجنة، مشيرة إلى أن “فقدان الاتصال مع أحد أفراد العائلة هو من أصعب وأسوأ جروح الحرب”.
وأكدت بدير، التزام اللجنة بمواصلة العمل مع عائلات المفقودين، موضحة أن “عملية البحث عن المفقودين معقدة جداً وتحتاج إلى موارد مالية وخبرات متخصصة، إضافة إلى صعوبات في الوصول إلى السجلات الرسمية والمقابر المحتملة”.
وأوضحت بدير، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تعمل على ملف المفقودين من خلال الوكالة المركزية للمفقودين، وهي هيكل دائم، تابع للجنة، وأيضا من خلال شبكة عالمية فريدة من نوعها، هي شبكة الروابط العائلية . مشيرة إلى أن هذه الشبكة مكونة من 191 من الجمعيات الوطنية, منها، بعثات اللجنة الدولية وأيضاً الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر وهي موجودة ومنتشرة حول العالم.
وأضافت: نعمل أيضاً من خلال هذه الشبكة في سوريا، وبالتعاون والتنسيق مع شريكنا الهلال الأحمر العربي السوري نحاول إيجاد أجوبة الأسئلة عن مصير المفقودين وبالأخص نحاول الدعم والوقوف إلى جانب عائلات المفقودين في هذه الرحلة.
ونوّهت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة، إلى “خبرة تمتد لأكثر من 150 عاماً في هذا المجال”، و”العمل في سوريا منذ أربعة عشر عاماً بالتنسيق مع جميع الأطراف والمؤسسات المعنية”.
وجددت بدير، ترحيب اللجنة بقرار تشكيل هيئة وطنية للمفقودين في سوريا، واعتبرته “خطوة أولى إيجابية نحو إيجاد حلول لعائلات المفقودين”. معربة عن الأمل أن تجمع هذه الهيئة جميع الأطراف والمؤسسات المحلية والدولية لتضافر الجهود”.
وسبق للرئيس أحمد الشرع، أن أصدر المرسوم رقم (19) لعام 2025، القاضي بتشكيل هيئة مستقلة باسم “الهيئة الوطنية للمفقودين”، و ذلك حرصاً على كشف مصير آلاف المفقودين في سوريا وإنصاف ذويهم”.
ونصّ المرسوم على أن الهيئة “تُكلَّف بالبحث عن مصير المفقودين والمختفين قسراً، وتوثيق الحالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، وتقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلاتهم”.