معوقات تهدد زراعة الخضار الباكورية في اللاذقية

الثورة – سهى درويش:

تواجه الزراعات الباكورية في اللاذقية عقبات كبيرة تتطلب إيجاد حلول لها لتجاوزها بما يخدم الحاصل الزراعي والتنمية، وتعتبر المحافظة غنية بمواردها الطبيعية ومناخها المناسب لهذه الزراعات.

ضعف العائد المادي

وللوقوف عند الصعوبات والتحديات التي تواجه المزارعين التقت “الثورة” المزارع علي أحمد والذي أشار إلى أن هذه الزراعات لم تعد تجدي مادياً، فتكلفة البيوت البلاستيكية التي تتم فيها الزراعة عالية، والزراعة لموسم محدود أرباحها قليلة.
المزارع محمود قدار، أشار إلى عزوف العديد من المزارعين عن زراعة الخضار الباكورية والتوجّه نحو الزراعات ذات المدخولية الأعلى.
رئيس غرفة زراعة اللاذقية المهندس ثابت علي بين أن الزراعات الباكورية كانت منتشرة في الساحل السوري وتزرع بشكل واسع وتكفي لحاجة القطر من الشهر الثالث حتى السادس، إذ تتداخل مع باقي المحافظات بالشهر السادس في الخضار.
وأضاف: من أهم الحلول لإعادة زراعة الخضروات الباكورية أنها تكمن في رفع الاستملاك التابع لوزارة السياحة عن أراض قابلة للزراعة في الساحل، واستخدام هذه المساحات في الزراعة الباكورية كما كانت سابقاً، وتؤمن حاجة هذا النوع من الخضار الباكورية وبأسعار مناسبة كونها بيئة جيّدة من حيث التربة، إضافة إلى أن تراجع الزراعات الباكورية يعود أيضاً لسوء المخططات التنظيمية التابعة لمناطق الريف والتي يجب إعادة النظر بها حفاظاً على المزروعات النباتية، وكذلك تطوير الاستفادة من كميات المياه المتوفرة للري.

يحقق الاستقرار الزراعي

رئيس قسم البساتين في كلية الهندسة الزراعية في جامعة اللاذقية الدكتور نصر شيخ سليمان، أشار إلى أن الخضروات الباكورية المحمية في البيوت البلاستيكية بالدرجة الأولى هي البندورة، الخيار الفليفلة، الباذنجان، بالإضافة إلى محصول الكوسا في الأنفاق المحمية المنخفضة وهي تزرع على مدار العام، وتعتبر محافظة طرطوس في المرتبة الأولى، تليها اللاذقية.
وأشار إلى أن عدد البيوت البلاستيكية يبلغ ١٣٠ ألف بيت بلاستيكي، ونظراً للمساحات الضيقة للزراعات الحقلية، فمعظم المساحات المزروعة بالخضروات الباكورية هي ضمن البيوت البلاستيكية.
وعن أهم الصعوبات التي تواجه الخضروات الباكورية، أوضح الدكتور شيخ سليمان أنه يعود لعدم استقرار التسويق وارتفاع تكاليف الإنتاج، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض العائد الاقتصادي، فالمزارع ما يهمه تحقيق الأرباح وتأمين مستوى دخل يناسب عمله ويؤمن معيشته، وبما أن الدخل لا يغطي التكاليف أقلع المزارع عن زراعة الخضار في البيوت المحمية واستبدالها بزراعة الموز، ولكن مع الانفتاح وتقديم تسهيلات الاستيراد وتحسن الواقع الاقتصادي، فقد انخفض سعر الموز وبالتالي سيتم الإقلاع عن زراعته والعودة إلى زراعة الخضار المحمية، إضافة إلى أن هناك منافسة تصديرية، وبالتالي ارتفاع الأسعار سيحقق دخلا للمزارع مع التصدير بالقطع الأجنبي، مما يزيد دخل الفرد.
وأشار الدكتور شيخ سليمان إلى أنه مع رفع العقوبات الاقتصادية سيتم تأمين مستلزمات الإنتاج الضرورية من تدفئة وأسمدة وأدوية بالأسعار المقبولة، فالأسعار الحالية لا تكفي تكاليف الإنتاج وعن التشجيع على الزراعات الباكورية لفت إلى أنه يتم من خلال تأمين سوق التصريف الخارجي وتصدير الفائض لتشجيع المزارع على زياده المساحات المزروعة لتحقيق الفائدة للسوق الداخلية من جهة وتحقيق الدخل من خلال فتح أسواق خارجية.

تراجع بنوعية المنتج

وعن أسباب التراجع في نوعية المنتج أعاده الدكتور شيخ سليمان إلى أنه لم يأخذ نصيبه من الاحتياجات الغذائية وعمليات الخدمة اللازمة من أسمدة وغيرها، وتحديداً السماد العضوي والاعتماد على التسميد المعدني الكيماوي، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض النوعية المنتجة، مؤكداً الحاجة للالتزام من المزارعين والمنتجين بالتعليمات واستخدام الكميات الموصى بها حصراً، وتحتاج هذه الزراعات المتابعة من قبل المشرفين على البيوت البلاستيكية من المزارعين والمهندسين، وهنا يكمّن دور الوحدات الإرشادية للتوعية للمزارعين بهذه المحاصيل لضمان الحصول على المنتج ذي الثمار المنتظمة والنوعية الجيّدة، وأهم ما نحتاجه العمل بنزاهة للوصول إلى منتج آمن صحي يحقق العائد الاقتصادي للمزارعين حفاظا على جهده وتعبه والوصول الى مقاييس صحية وغذائية تضمن محصولا جيّدا قابلا للاستهلاك في السوق المحلي ومرغوبا للتصدير.
الزراعة في اللاذقية تمتلك مقومات جيّدة، وتضافر جهود جميع الجهات المعنية سيساهم في تحويل القطاع الزراعي من قطاع يعاني الصعوبات إلى رافعة اقتصادية حقيقية تخدم التنمية المستدامة.

آخر الأخبار
"الدالاتي" ينفي مشاركته بأي محادثات تفاوضية مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين نسمات من عبق الأدب والانتصار  على مسرح دار الأوبرا  "بيلدكس 2025": إشارات اقتصادية لمرحلة ما بعد العقوبات عبد الحنان : منصة دولية للتعاون الاقتصادي  المواطنة.. قضية فكريّة لجنة لإعادة عمال التجارة الداخلية المنقطعين بسبب ممارسات النظام البائد  ملف التأمين على طاولة " المالية " الشيباني يبحث مع تويتسكه سبل التعاون بين سوريا وألمانيا المعرفة العلميّة... أداة دفاعيّة! الرئيس الشرع من قلعة حلب: من هذه المدينة بدأ النصر ومنها نبدأ معركة البناء وزير الداخلية يبحث مع بيدرسن تعزيز التعاون الإنساني في سوريا "التعليم العالي": 206 معاهد تقانية وتقييم المناهج لمدارس التمريض رويترز: محادثات أمنية مباشرة بين سوريا وإسرائيل لمنع التصعيد الحدودي الرئيس الشرع في قلعة حلب: "حلب مفتاح النصر" محطة مفصلية في مسار سوريا الجديدة حي في "دف الشوك" بلا حاويات قمامة.. واستجابة من مديرية النظافة إزالة التعديات على شبكة المياه في البارك الشرقي بدمشق رؤى تطويرية لرفع كفاءة الكوادر في وزارة الأشغال شراكاتٌ دولية ومباحثات بين الأمم المتحدة وسوريا للنهوض بالتعليم "الأوروبي": تمويل إضافي للمساعدات الإنسانية لسوريا بعد توقف خمس سنوات.. استئناف نقل الحبوب بالخطوط الحديدية "صناعة حلب": مستوردات رديئة تزاحم صناعة الألبسة الوطنية في