الثورة – سيرين المصطفى :
في إنجاز أثري لافت، أعلن حسان إسماعيل، مدير دائرة الآثار في محافظة إدلب، خلال لقاء مصوَّر، العثورعلى مقبرة بيزنطية في مدينة معرة النعمان، يُقدّر عمرها بما يزيد عن 1500 عام.
وجاء هذا الاكتشاف خلال عمليات حفرعشوائية في الحي الشمالي للمدينة، قام الأهالي بالتواصل مع الجهات المعنية، التي سارعت إلى الموقع مع طاقمها الفني المختص.
تتكون المقبرة من مدفنين، يحتوي كلّ منهما على ستة تجويفات حجرية مخصصة لوضع الجثامين، وقد تمّ تشييدها بأسلوب معماري يعكس براعة وفن العمارة البيزنطية.
وأشار إسماعيل إلى وجود صليب منقوش على أحد الجدران، مما يؤكد انتماء الموقع إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي.
كما تميزت المقبرة بعناصر معمارية كالأقواس نصف الدائرية والأعمدة والتيجان المنحوتة بدقة، رغم الأضرارالتي لحقت ببعض أجزائها نتيجة الحفرغير المنظّم.
تُعدّ مدينة معرة النعمان من المدن السورية ذات الأهمية التاريخية البارزة، نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وتاريخها العريق الذي يعود إلى العصور القديمة.
تقع المدينة في محافظة إدلب شمالي سوريا، وقد كانت مركزاً حضارياً وثقافياً مهماً على مرّ العصور، خاصة خلال العصرين الأموي والعباسي.
ومن أبرز معالمها التاريخية الجامع الكبير والمتحف الكبير والخانات العثمانية، وضريح الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري الذي يُعد من أعلام الفكرالعربي والإسلامي.
كما كانت المدينة محطّة مهمة على طريق القوافل بين الشام وحلب، مما عزز مكانتها الاقتصادية.
ولعبت مدينة معرة النعمان دوراً مهماً في الحملات الصليبية، حيث وقعت فيها معارك شهيرة، مما أضاف إلى إرثها العسكري والتاريخي، هذا كله يجعل من معرة النعمان رمزاً للتاريخ السوري الغني والمتنوع.
وفي سوريا الحديثة، كان لمدينة معرة النعمان وقع كبير، ومشاركة فاعلة في الحراك الثوري السوري، ساندت المدن الأخرى بمظاهراتها، وتميزت بموقعها الاستراتيجي على الطريق الدولي، شهدت معارك عنيفة وقصف انتقامي لايوصف، دمر فيها البشر والحجر، وعقب التحرير، بدأت المدينة تشهد حركة عودة كبيرة لسكانها في خطوة لإعادة إحياء تراثها وحضارتها ومكانتها في الريف الإدلبي وعموم سوريا.