تتعثر أمنيات طلابنا وتتماهى بشكل عام أمام طموحات ذويهم الذين يقيسون آمالهم ورغباتهم من عباءة حساب مستقبل أبنائهم، فمن حلم أن يكون طبيباً، على سبيل المثال لا الحصر، ولم يتمكن من ذلك، يجب أن يعوضه في ابنه أو ابنته- وإن كانا لا يحبان هذا الفرع، وقس على ذلك فروع الصيدلة وطب الأسنان والهندسات ، غير آبهين بوجوب اختيار فعل المرونة وبعد النظر في رغبات هؤلاء الأبناء.
فمنهم ربما من يحب دراسة الرياضيات أو الفيزياء والعلوم أو الموسيقا، أو فروع الآداب من لغات وعلم اجتماع وتربية وفنون جميلة وغيرها..
لكن أسرهذه الرغبات من نفوس الأبناء، حتى لو كانت بفروع علمية ويميلون لدراسة فرع من العلوم الإنسانية، لاشك أنها تخطف من داخل النفس أولى درجات الطموح بمستقل آمن قادر فيه الطالب والطالبة عبوره بعيداً عن القلق والخوف والخضوع لميزان التقييمات ومزاج ما يرغب الأهل ويحبون.
متى يتحرر المجتمع، وخصوصاً الأسر والأهالي، بمفهوم التربية والتعليم من عقدة الاختصاص، ومن برستيج الموضة الذي تعدى على كل الأذواق، بعد أن كان محصوراً أكثر بالأزياء ومواسم العرض والطلب حسب التصاميم لكل فصل.
بالتأكيد لا نقلل هنا من أهمية أي فرع من الفروع، فالعلم لا يتجزأ والحاجة ماسة لجميع سلاسل المعرفة التي يحتاجها المجتمع في البناء والنهوض، لكن ما يهمنا هو ألا يفاضل الأهل وخاصة الأب والأم بين ما يحبونه أن يكون ويتحقق على حساب قدرات الابن والابنة، وطاقاتهم الاستيعابية، وميولهم لما يرغبون ويتمنون.. فهم ذاتهم أدرى وأخبر بإمكانياتهم وبالرؤية المستقبلية لحياتهم.