الثورة – جاك وهبه:
في ظل ما يشهده الاقتصاد السوري من مؤشرات انفتاح وتعاف تدريجي، تبرز أهمية دخول الشركات العربية وتحديداً الخليجية منها إلى السوق السورية، كشركاء حقيقيين في إعادة الإعمار لا كمجرد ممولين أو موردين.
ويأتي حضور شركة “بحرة الكتريك” السعودية في معرض بيلدكس 2025 كمثال عملي على هذا التوجه العربي الواعي، الذي ينظر إلى سوريا كبيئة استثمارية ذات خصوصية وحاجة ماسة إلى حلول صناعية موثوقة ومستدامة.
فدخول شركة سعودية صناعية متخصصة في البنية التحتية الكهربائية بهذا الحجم، وبهذه الجاهزية التكنولوجية واللوجستية، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون العربي–العربي، ويعكس إدراكا متناميا بأن دعم سوريا لا يكون فقط بالمواقف السياسية، بل بإعادة تفعيل عجلة الإنتاج وربطها بخبرات وتجارب ناجحة من عمق البيئة العربية ذاتها.
وفي هذا السياق، تحدث ممثل الشركة في سوريا المهندس وجيه الأسود لصحيفة الثورة خلال معرض بيلدكس 2025، موضحاً رؤيتهم وخططهم المستقبلية في السوق السورية.
وبين الأسود أن “بحرة الكتريك” من الشركات الرائدة في المنطقة في إنتاج الكابلات ومستلزمات الشبكات الكهربائية المتكاملة، وقد تأسست عام 2008 في المملكة العربية السعودية، وتمكنت خلال سنوات قليلة من فرض حضور قوي ليس فقط في السوق الخليجي، بل على مستوى دولي واسع يشمل أفريقيا وأوروبا وأمريكا وتركيا.
وأوضح أنها تقدم مجموعة متكاملة من المنتجات الكهربائية التي تشمل الكابلات الكهربائية بمختلف الجهود والمواصفات الفنية، المحولات بأنواعها الصناعية والتجارية، مواسير PVC لشبكات الكهرباء، المفاتيح والفيش، بالإضافة إلى أنظمة التأريض.
وبين الأسود أن “بحرة الكتريك” لا تسعى إلى التواجد المؤقت في السوق السوري، بل إلى شراكة حقيقية وطويلة الأمد تُبنى على الخبرة والجودة والدعم التقني، مشيرا إلى انها كانت طرفا أساسيا في تنفيذ مشاريع بنى تحتية كبرى داخل السعودية مثل المترو والمطارات والملاعب والمباني الحكومية، ولديها القدرة الكاملة على نقل هذه التجربة إلى سوريا بما يتناسب مع واقعها واحتياجاتها.
وشدد الأسود على أن دخولهم إلى السوق السورية ليس فرصة تجارية عابرة، بل خطوة محسوبة، معرباً عن إيمانه بأن سوريا تستحق الأفضل، وأن إعادة الإعمار بحاجة لشركاء صناعيين حقيقيين، وأن الشركة جاهزة لذلك على جميع المستويات.
وأضاف أنهم مستعدون لمواءمة منتجاتهم مع المواصفات السورية، وتقديم دعم لوجستي وفني يتجاوز فكرة البيع والتوريد، ليصل إلى تأسيس شبكات توزيع رسمية ووكلاء محليين ومستودعات دائمة وخدمات ما بعد البيع.
ورغم الحضور الكبير للمنتجات التركية والصينية في السوق السوري، أكد الأسود أن المنافسة لا تقلق الشركة، بل تحفزها على تقديم الأفضل، مستندين إلى جودة صناعية متوافقة مع المعايير العالمية، ومرونة عالية في الإنتاج بحسب الطلب، وشبكة توزيع إقليمية واسعة، إلى جانب خبرة مثبتة في تنفيذ مشاريع عملاقة.
وكانت قد انطلقت فعاليات الدورة الـ22 لمعرض “بيلدكس” الدولي للبناء، مساء أمس الثلاثاء، في مدينة المعارض بدمشق، بمشاركة واسعة ضمت 740 شركة من سوريا و17 دولة، بينها 112 شركة تركية و28 أردنية و20 سعودية.
ويُعد المعرض الأكبر في سوريا ضمن القطاع الاقتصادي، ويقام برعاية وزارات الأشغال العامة والإسكان، والاقتصاد، والصناعة، مستمراً حتى 31 أيار، يشمل المعرض قطاعات البناء والتشييد، الطاقة، التقنيات الحديثة، والمفروشات، ويُعد منصة رئيسية لدعم مرحلة إعادة الإعمار والانفتاح الاقتصادي بعد سنوات من الحصار.