الثورة – فادية مجد:
إيماناً منها بأن الإنسان طبعه خلاق، شريطة أن يتجاوز الخوف والتردد، هو سرها الذي دفعها للقيام بمشروعها الخاص، في مجال صناعة أنواع الصابون الطبي، والذي تمخض عن حبها للروائح العطرية والمواد الطبيعية والفن، فكانت منتجاتها تحفا فنية من الصابون بأشكال ونوعية مميزة.
إنها حكاية ابنة منطقة الشيخ بدر في طرطوس، الصيدلانية يارا ديب والتي تواصلت صحيفة الثورة معها لتبدأ كلامها بالتعريف عن نفسها بالقول: أنا خريجة كلية الصيدلة، أعمل اختصاصية تشخيص مخبري.
وعن مشروعها في صناعة الصابون الطبي أفادت: بدأت بصنع الصابون منذ أربع سنوات، أثناء دراستي للصيدلة، فجمعت بين مجال دراستي وحبي للروائح العطرة، وبين حبي للفن، فالصابون مادة يسهل التعامل معها، وتتيح الفرصة للخيال لصنع أشكال وألوان مميزة.
وتضيف: المشروع بدأ بفكرة (ليش لأ)، ثم أصبحت الفكرة سؤالا هو (كيف بدي بلش وأين؟).. لتأتي الإجابات على جميع تساؤلاتي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الذي أزال جميع مخاوفي من خلال قنوات خاصة على اليوتيوب، وكذلك عن طريق البحث عبر غوغل، وتمكنت من تعلم طريقة الصناعة، لأتمكن بعد ذلك من العثور على أماكن المواد الأولية، كما تم التواصل مع مصادر خارجية لتأمين القوالب والمستلزمات الأخرى، حتى أنني تعلمت طريقة التسويق من خلال كورسات ومحاضرات أونلاين.
ولفتت الصيدلانية ديب إلى أنه كما في كل بدايات لابد من ارتكاب بعض الأخطاء، ولكن مع مرور الوقت والتجربة وعدم اليأس، بنيت الكثير من الخبرات، فكان مشروعي عنواناً للتميز والتفرد، فما يميز منتجاتي من الصابون هو أشكالها، فلكل قطعة صابون قصة وفكرة تختلف عن الأخرى، فيما تركيباته مواد تختلف باختلاف أنواع البشرة، وقد استطعت من الانتقال بمشروعية من منتج محلي بسيط الى منتج مطلوب من عدة دول مجاورة، وكل هذا بعد فضل الله يعود للدعم والتشجيع الذي تلقيته من الاهل والأصدقاء.
وحول سبب اختيار مادة الغليسرين تركيبة لمنتجاتها قالت: الغليسرين مادة لطيفة على البشرة، وغير مؤذية، ترطبها وتحميها من الجفاف، وتعطي الصابون صفة الصابون الطبي، ومع بعض الإضافات تعطيها خواص علاجية، بالإضافة لكونه مادة مرنة بالتعامل يسهل صنعها ووضعها في قوالب وتلوينها.
وقد تمكنت من خلال صابون الغليسرين و الإضافات الأخرى من تركيب اكتر من ٢٠ صنفاً لها خواص علاجية لمختلف انواع البشرات (متل الألوفيرا- الكولاجين ولبان الذكر- فيتامين E- صابون مضاد للأكسدة- صابون لعلاج حب الشباب والاكزيما وغيرها الكثير).
رحلة ممتعة
وعن مراحل صناعة الصابون وبحسب الصيدلانية ديب هي رحلة ممتعة، كل مرحلة منها لها ميزاتها وصعوباتها، من مرحلة اختيار المواد والعطور والالوان إلى مرحلة صنع المادة الخام، ومرحلة تركيب الصابون الطبي بالمقادير والمكونات الصحيحة، ثم التغليف، لتنتهي بأصعب مرحلة وهي مرحلة التسويق، ولكن كل التعب يزول بابتسامة رضا من الزبون، والحمد لله لاقت منتجاتي رواجاً ومحبة عند الجميع، وكانت كفيلة برسم ابتسامة للأطفال والكبار من الأشكال المميزة والألوان الفرحة، والشعور اللطيف بالترطيب والحيوية الذي تضفيه على البشرة بعد استخدامها.
وحول مشاركاتها قالت : شاركت في الكثير من المعارض والفعاليات والمهرجانات، وكانت كلها تجارب زادت من خبرتي ومعرفتي بالسوق ومحبتي لما أقوم به، وخاصة بعد كمية الإعجاب والتعليقات الإيجابية التي كنت أتلقاها، وكان من أجمل الثناءات على عملي تكرار عبارة (هي منحوتة، وقطعة فنية من الصابون)، وهذا بالفعل ناتج عن الاهتمام بالجودة والتصنيع، والالتزام بالمقادير العلاجية، والعناية بالتفاصيل الشكلية، والتي تعكس كمية الحب التي صنع بها المنتج، فما صنع بحب، سيستقبل دائما بحب واستحسان.
وفي ختام حديثي.. أنصح كل فتاة بأن تؤمن بنفسها وبأفكارها، وألا تخاف من الفشل، وإن أي فكرة صغيرة قد تصبح مشروعاً كبيراً، والسر كله بالإيمان بأن الانسان طبعه خلاق، شريطة أن يتجاوز الخوف والتردد.. وكل الشكر لاهتمام الإعلام بدعمنا ودعم المشاريع الصغيرة، بكلماتكم نكبر، وبحبر أقلامكم تروون عزيمتنا أملاً بأن يزدهر الوطن مجدداً.