الثورة – أنور الجرادات:
استقالة أو إقالة المدرب، هاجس يطارد المدرب، ويزيد من أعبائه في مهنة المتاعب وحرق الأعصاب بالملاعب، وما إن تم إسدال الستار على مباريات الجولة السادسة، بعد استئناف المنافسات، وبعض المباريات المؤجلة من الدوري، حتى رأينا تغيرات جديدة في صفة المدير الفني، وخير دليل ماحدث مع المدربين عبد الناصر مكيس مدرب نادي تشرين، وأحمد الجلاد مدرب الفتوة، ذلك كله يؤكد أن المدرب الوطني يعيش تحت ضغط النتائج، والجماهير في آن واحد، إلى جانب ضغوطات المهنة نفسها، لطالما رمت أغلب أندية المحترفين الحمل الإداري والفني، وحتى النفسي على كاهل المدير الفني.
قرار ينافي الاحترافية !
إن مهنة التدريب متعبة من جميع النواحي، فضلاً عن ضغطها النفسي في تكوين وتدريب الفريق، تتشعب المتاعب فيها إلى ضغوطات مجلس الإدارة، وكذلك الجماهير، فالمدرب يعيش تحت الضغط منذ اليوم الأول في تحمله المهمة الفنية لأي فريق، وإن الضغوطات تتباين من نادٍ إلى آخر، بحسب إنجازاته وجماهيرته، ولكن أغلب الفرق تضع المدرب تحت الضغط.
إن مشكلة الاستقالة أو إقالة المدربين، لا تنم عن سلوك احترافي لدى أنديتنا المحلية، طبعاً مع كامل الاحترام لجميع الأندية، لكن لكل نادٍ، وقبل انطلاق المنافسات، هدف تنافسي بالتأكيد، يحدده المدرب، ويتفق عليه مع الأندية، وعلى الأندية أن تتعامل مع هذا باحترافية، كما أن على الأندية أن تمنح المدرب الوقت الكافي وأن تصبر عليه، خاصة أن كرة القدم تحمل دائماً المفاجآت، وعليها أن تصبر عليه، وتحاسبه بعد مضي مراحل معقولة من المباريات مثلاً، أو لنهاية الموسم، وما نريد تأكيده أن كل مدرب لا يتمنى الفشل، ويقدم قصارى جهده لتحقيق النجاح، لكن من الممكن ألا يوفق، وقد تتدخل أمور كثيرة في مسيرته، منها مطالب اللاعبين المالية، وكذلك الضغوطات الجماهيرية.
عموماً على الأندية أن تحاسب المدرب على الهدف الذي أعلنه مع تسلم المهمة، وتقارنه بماذا وفرت له لتحقيقه بشكل موضوعي وحيادي، وتتعامل بشكل أكثر احترافية مع المدرب، فمن غير المعقول أن يعاني الدوري هذه الظاهرة منذ عدة مواسم ، وألا تمر سوى أسابيع قليلة، حتى نرى هذا السيناريو الغريب بالإطاحة بالمدربين لهذا الموسم.
حلقة مفقودة !
هناك حلقة مفقودة بين مجلس إدارة الأندية والمدرب، ويجب أن نتفق أن الاحترافية بالتعامل غائبة إلى أبعد الحدود، كما أن إدارات الأندية في غالبيتها لا تقدم لاعبين أو مدربين سابقين إلى مجلس الإدارة، لذلك يغيب الفهم المطلوب بطبيعة العمل، وكذلك لا تستنجد بخبرات لجنة فنية متخصصة نوعاً ما، كما هو الحال في بعض الأندية، لذلك تتشعب مسؤولية المدرب.