مها دياب
ليست تلك الأوراق الممتلئة بالأسئلة سوى انعكاس لمسيرة من الاجتهاد، والصبر، والأمل في مستقبل أفضل، والامتحان ليس مجرد اختبار للذاكرة، بل هو قياس للإرادة، وتحدٍّ للذات قبل أن يكون رقماً على ورقة.
ودور الأهل لا يقتصر على متابعة المراجعات، بل يمتد إلى غرس الطمأنينة في قلوب أبنائهم، لأن القلق لا يخلق تفوقاً، بل يخنق الإبداع، بينما التشجيع يفتح أبواب النجاح ويمنح الثقة، لأن كلمة دافئة أكثر تأثيراً من ساعات من الضغط، ونظرة حب كفيلة بإذابة جبال من التوتر.
فالامتحانات ليست فقط لحظات تقييم أكاديمي، ومجرد درجة توضع على الورقة، بل هي أيضاً محطات لصقل الشخصية وتعزيز القدرة على التعامل مع التحديات.
إن الحياة نفسها امتحان مستمر، حيث نختبر في العمل، والعلاقات، وحتى في السعي وراء الأحلام التي لا تقبل التأجيل، فلماذا نعلم أبناءنا أن التفوق يقاس بدرجة حمراء فوق الورقة، بدلاً من الشغف الذي يحركهم؟ ولماذا لا نجعل من هذه اللحظات فرصة لصناعة عقل مفكر، لا مجرد آلة تحفظ المعلومات؟.
السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح ليس كم حصلت؟، بل كيف شعرت؟، لأن الإجابات الحقيقية تكمن في العيون التي تلمع عند فهم فكرة، وفي اليد التي تكتب بحماس رغم احتمال الخطأ.
فليكن الطريق مليئاً بالثقة، لا بالرهبة، لأن الإنسان أكبر من رقم، وأحلامه أعظم من اختبار واحد.