الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، هي الأولى بهذا الحجم، بين طرفين لا تجمعهما أي جغرافيا، حرب تعتمد على سلاح الطيران والصواريخ، وحرب سيبرانية، تستهدف أهدافاً استراتيجية وأمنية وعسكرية ونووية.
حرب مؤجلة لسنوات وعقود.. حرب لاختبار قوة الطرفين على قدرة التحمل. هي حرب عض الأصابع، لا يستطيع أي طرف حسم المعركة بقدراته المتغيرة والمتفاجئة.. حرب لا يوجد الوسيط القادر على وقفها أو إيقافها إلا اذا وافق الطرفان عليه.
وهي في الوقت ذاته حرب مصيرية تضع قيادة أي طرف على كف عفريت، فخسارته المعركة، تعني هزيمته وبالتالي سقوطه السياسي.
حرب إذا تفاقمت ستؤدي إلى حرب إقليمية واسعة، وربما عالمية، فاحتمال تحرك أطراف دولية لصالح طرف، يؤدي إلى تحرك أطراف دولية أخرى لصالح الطرف الآخر.
فالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا وقفت إلى جانب إسرائيل، فإن روسيا وكوريا والصين ستقف إلى جانب إيران.
جنون هذا الحرب هو الخوف من انتقالها إلى السيناريو السيئ، مرحلة الحرب النووية، ما يعني ليس تدمير الطرفين، بل تدمير المنطقة والعالم في هذه الحرب.
حرب تحدث زلزالاً أمنياً وسياسياً واقتصادياً في كل العالم، وتنعكس تداعياتها على مجمل الحركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم.. حرب تشعل الأسواق المالية الدولية، وتهدد حركة التجارة العالمية في المنطقة وعلى المعابر البحرية.
كل طرف يسعى إلى تحقيق مكاسب عملية متقدمة لإحراز نقاط لصالحه يستطيع فرضها في أي عملية تفاوض قادمة.
ومع ذلك، كل طرف يريد إنهاء الطرف الآخر، فإسرائيل تشن حربها بحجة البرنامج النووي، وإيران تريد ردع إسرائيل التي تمادت على كل المنطقة.
هي، حرب غير مسبوقة، حرب متعددة الجبهات، غامضة لا أحد يستطيع التنبؤ بتطوراتها، حرب محفوفة بالمخاطر تحمل الكثير من المفاجآت.