الثورة – وعد ديب:
يقف الاقتصاد السوري اليوم أمام منعطف تاريخي مهم يعج بالتحديات والفرص، ما يتطلب من جميع أبناء سوريا التكاتف لاستعادة التوازن الاقتصادي؟ ولكن السؤال: كيف يؤثر أي توتر في المنطقة على البلد واقتصادها؟.
في هذا السياق يقول نائب رئيس غرفة تجارة دمشق السابق محمد الحلاق لـ”الثورة”: إن أي توتر محيط في المنطقة ينعكس سلباً على كل مفاصل الحياة، ولا يخلى الأمر من أنه قد ينعكس بشكل إيجابي على بعض الأفراد الذين لهم مصالح خاصة عبر احتكار وقلة المواد بالأسواق، مستفيدين من هذا الوضع لرفع أسعار السلع كفرصة بيعية مختلفة سواءً للمواد الأساسية الهامة، وغيرها.
بالمجمل، والكلام لحلاق، ينعكس التوتر السائد بشكل سلبي على الجميع، وعليه تبرز عدة إشكاليات، أولها هناك العديد ممن يخططون للقدوم إلى سوريا، وعليه تأثر ذلك بانخفاض حركة الطيران، مثلما يحدث اليوم نتيجة للظروف المحيطة انعكس على حركة القادمين من مستثمرين ورجال أعمال وسواهم من السياح، وحتى الأهالي الذين يرغبون بزيارة أقاربهم.
وعليه، أي توتر قائم يؤثر على السياحة وتخسر البلد مردوداً وإنفاقاً مالياً من قبل هؤلاء الأشخاص الذين لهم أثر كبير بتحريك الأسواق بشكل عام، كما تنخفض وتيرة الحجوزات الفندقية والمنشآت السياحية بشكل سلبي أيضاً، على حد قول حلاق.
تمايز في التأثيرات
وتابع: أما فيما يتعلق بالسلع والأسواق، فيكون تأثيرها بشكل متمايز، فالسلع الأساسية تتأثر في بعض الأحيان، ونتيجة هذه الإشكالية ترتفع رسوم الشحن وتكاليف الإنتاج، ومتى ارتفعت تكاليف الشحن ترتفع الأسعار والبضائع.
أما بالنسبة للنوع الثاني من السلع والتي هي الكمالية قد تشهد انخفاضاً في أسعارها وتباع بنسبة أقل من 5-10 بالمئة من أسعارها من أجل تصريف البضاعة، ولكل سلعة منها خصوصية بالتعامل.
وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، بحسب نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، وتتمثل في بدء تباطؤ توريد مواد للأسواق، وبتراكم مخزون سلعي عند أصحاب المصالح فتكثر العروض وتنخفض الأسعار وهي ظاهرة غير صحية.
حلاق يرى أن الوجه المقابل بالنسبة لأصحاب الأعمال تتأثر أيضاً الصناعات، فأي صناعة لها مدخلات إنتاج وأحياناً قد تحتوي عدة مواد، والمستودعات قد تفرغ بما تحتويه، وبالتالي هذه المواد قد لايكون لها سلاسل إمداد وتصل بشكلٍ متواتر ما يسبب إعاقة توريد مواد جديدة.
ويعتبر الحلاق أن أي ظرف استثنائي لأي توتر بالمنطقة يخلق ظروفاً غير مستقرة ليست من مصلحة أحد، لأن الجميع يبحث عن الاستقرار وعلى صعيد كافة القطاعات.
على منحى آخر، يؤكد حلاق، عندما نتكلم عن التجارة الداخلية لا يمكن أن نغفل موضوعاً مهماً وهو المعارض، فاليوم لدينا معارض داخلية أو خارجية لديها مدد زمنية محددة وتتأثر بشكل كبير بالعارضين وحجم الزوار، وهذه المعارض عبارة عن حركة اقتصادية متكاملة تتأثر بظروف أي بلد.
ويختم بالقول: في بلدان عانت من الحرب كسوريا، لا يمكنها أن تتحمل موجة جديدة من عدم الاستقرار.