الثورة – لينا شلهوب:
في خضم أجواء الامتحانات وبعد الانتهاء من تقديم مادة اليوم الأول في العلوم العامة، التقت “الثورة” عدداً من المراقبين في مراكز دمشق وريفها، الذين قدّموا وصفاً عما تخلله يوم الامتحان.
وأشارت المراقبة لمى أن الأسئلة وكما أكد الطلاب كان مستواها جيدا جداً بالنسبة للعلوم، ووسط بالنسبة للفيزياء والكيمياء، إلا أنها بشكل عام سهلة وبسيطة، وبدت آراء الطلاب في امتحانات الشهادة (بعد إسقاط حكم الأسد)، أكثر ارتياحاً، سبقها خوف بسيط، وهذه حالة طبيعة قبل الخوض بأي امتحان.
مراقبة في إحدى مدارس ريف دمشق ( منى ) قالت: منذ 15 سنة يتم تكليفي بالمراقبة، لكن أول مرة أشعر وألمس تنظيم بهذا الشكل، مضيفة: ما من تدخلات من فوق، ولا محسوبيات، ولا واسطات، الأسئلة كانت منطقية، موزونة، دون تعجيز، وهذا يعطي الطلاب فرصة لأن يبرهنوا عن جدارة، وليس بالحفظ الأعمى.
المراقب مازن، أشار إلى أن هناك فرقا واضحا، فهذا العام لا يوجد فيها ضغوط ولا تعليمات أمنية مشددة، و نحن كمراقبين كنا مرتاحين، وطلابنا كذلك الأمر، فيما كانت الأسئلة جيدة، ولم يكن هناك أي شكاوى، والأهم أننا لمسنا عبر الكثير من اللقاءات والاجتماعات وجود نية صادقة لإصلاح التعليم.
إدارية مسؤولة عن إحدى المركز في دمشق، لفتت إلى أن الإجراءات الجديدة أظهرت احتراماً للطالب، وهذا انعكس على التزامه وسلوكه، فيما الأجواء كانت مريحة بعيدة عن أي نوع من الرعب الذي كنا نعيشه مع كل امتحان، بينما اليوم هناك ضبط لكل الأمور، لكن بكرامة.
الطالب محمد من ريف دمشق، قال: بصراحة الأسئلة كانت معقولة، لا سهلة ولا صعبة، لكن واضحة ومباشرة، خاصة مادة العلوم، مؤكداً أنه لأول مرة يشعر أن هناك تركيز على الفهم وليس الحفظ، لم يكن هناك أي تمييز أو ضغط نفسي كما كان يحدث من قبل، أما بالنسبة للمراقبين، فأكد أنهم محترمون، ومتعاونون، ومارسوا أساليب بعيدة عن أي تخويف كما كان البعض يتبع ذلك أيام النظام السابق.
نوار طالب من دمشق: ذكر قائلاً “أنا اقتنعت بالأسئلة، شعرت فيها عدالة ومباشرة، حتى المراقبة كانت هادئة، ما فيها توتر، والأهم أننا شعرنا أن هناك تغييرا عما قبل أننا كطلاب لنا قيمة من المراقبين والمعنيين.
الطالب حسام من ريف دمشق: أكد أن هناك فرقا واضحا، فهذا العام مختلف، يتخلله راحة نفسية، في هيبة للامتحان من دون رهبة، إذ سابقاً كانوا يعاملوننا وكأن الطلاب اقترفوا ذنباً بشيء ما ونحن داخل القاعة، اليوم لمسنا الاحترام، رافقه شعور آخر، أننا في نظام جديد ممكن أن يستمع لنا ويهتم بمستقبلنا فعلاً.
أحد الطلاب قال لأول مرة أدخل قاعة امتحان، وأشعر أن بلدي يفكر فينا، وليس فقط يراقبنا، متمنياً أن تستمر هذه الأجواء من بسط الراحة والاطمئنان لكلا الطرفين، من الطلاب والمراقبين.