الثورة – رفاه الدروبي:
نظَّمت جمعية أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية فعاليةً عنوانها: “المتاحف السورية حاضنة وطن” تضمَّنت ندوة حوارية حول دور المتاحف في الجذب الثقافي والسياحي بالتعاون مع مؤسسة زينون السورية، حيث شاركت فيها فعاليات سياحية وثقافية احتضنتها حديقة المتحف الوطني.
محمود أرناؤوط لفت إلى ضرورة الاهتمام بالحالة الثقافية والمتاحف، ثم أجرى مقارنةً بين عدد المتاحف في سورية البالغة ٣٠ متحفاً، ذاكراً بأنَّ لديها حضارات متوالية.
ولو أجرينا مقارنةً حول متاحف العالم فنجد أنَّ الولايات المتحدة لديها ٣٣ ألفاً، واليابان ٧٦٠٠، وفرنسا ٥٥٤٠ متحفاً، كما خصّصت متاحف شملت: “الآلات الموسيقية، السيارات، السجاد، المهن اليدوية، النحت”، عدا متحف اللوفر، إذ يُعتبر مدينة متكاملة بذاته، ويحتوي على “دار سينما، ومطعم، وقاعة اجتماعات”.
كذلك يجب أن يكون لدى سوريا ١٥٠٠ متحف، ونجد أن الدول الأوروبية وفي طليعتها فرنسا وبلجيكا تتناول في كافة البوسترات المعروضة الأوابد الأثرية من قلاع ومواقع سورية، منوِّهاً إلى أنَّ عدد التلال الأثرية في الجزيرة العربية ١٢٠٠ تل أثري، كونها تضمُّ حضارة ما بين النهرين دجلة والفرات، ولابدَّ من الاستفادة من السياحة الدينية: الإسلامية والمسيحية، إذ كان لها دور لا يستهان به قبل عام ٢٠١٠م؛ بينما نجد في أيامنا الراهنة لم يعد المتحف الوطني يؤدِّي وظيفته فهناك نقص في الخدمات العامة يشمل: التهوية صيفاً والتدفئة شتاء، والعرض المتحفي، واقتصار الزيارة على القسم الكلاسيكي فقط، فيما تمَّ إغلاق بقية الأقسام، إضافة إلى أنَّ الحديقة تُمثِّل متحفاً أثرياً في الهواء الطلق.
وأشار غسان شاهين إلى أنَّ رسالة القديس بولص أطلقها في عام ٣٣ ميلادية للتركيز على مدى قدسيَّة دمشق، كذلك فعل الصحابي الجليل خالد بن الوليد في عام ٦٣٠ ميلادية عندما دخل دمشق لينطلق منها للعالم، وأبدى استغرابه حيال الآثار السورية، وكيفية إنجازها بدقة رياضية وفيزيائية بحيث تصيبنا الدهشة، مُؤكِّداً على ضرورة الحفاظ على الهوية وبناء الإنسان ثقافياً كي تكون لنا بصمتنا.
بدوره الدكتور نزار بني المرجة بيَّن أنَّ أرض سوريا عبارة عن تراكم حضارات وتدلُّ على تميُّزها وفرادتها عالمياً، وأنَّ أهلها يحملون أمانة ومسؤولية تاريخية، ولابدَّ من الحرص على الأوابد التاريخية.
من جهته رئيس الجمعية إياد غانم أوضح بأنَّ الندوة وضعت مخرجات أهمها: تشكيل لجنة متابعة لتطوير واقع المتاحف والتسويق السياحي في القطر، ودراسة نقاط الضعف والمشكلات، ووضع الحلول ورفعها للجهات المُختصَّة المعنيَّة.
كما لفت غانم إلى أنَّ الجمعية أطلقت بالتنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف وبالتعاون مع الكوادر العاملة في المكتبة، مبادرة فعَّالة لإعادة إحيائها بعد إغلاقها جزئياً بسبب تسرُّب المياه إلى الرفوف، وإلحاق أضرار جزئية، كما وجد طلاب الدراسات صعوبة بالغة في مراجعة الكتب والاستفادة منها، إذ تمَّ تغليف الكتب والرفوف بقطع من النايلون لحفظها من التلف.
أما الهدف الرئيس من المبادرة فيتركَّز في إعادة تنشيط المكتبة وتنظيم فهرسة إلكترونية لمحتوياتها كافةً، وإدراجها ضمن الزيارات المتحفية لإعادة تنشيطها وتشجيع الباحثين على زيارة المتحف كمركز ثقافي كونها تحمل صفة عامة لاحتوائها على كتب خاصة بالتاريخ والآثار، إضافة إلى جميع المنشورات من مجلة الحوليات الدورية ونتائج الأبحاث الأثرية السورية، علماً أنَّه لم يتمّ حالياً دعمها بأيَّة تجهيزات جديدة باعتبارها مُخصَّصة للباحثين وطلاب الدراسات العليا وطلاب قسم الآثار، وستفتح أبوابها أمام جميع الزوار وأضاف بأنَّ المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور انس زيدان مهتم بإعادة تفعيل المكتبة،
وافتتاحها أمام الزوار اعتباراً من يوم الاحد القادم.