الثورة – عبير علي:
في محترفها داخل معهد الفنون التطبيقية، بقلعة دمشق تنحت يمنى برهوم، أستاذة النحت، أعمالاً تنبض بالأنوثة والنعومة رغم صلابة الخامات، بدأت رحلتها الفنية مع الخزف، اختصاصها الأكاديمي، قبل أن تنتقل إلى الخشب والحجر والبرونز، مدفوعة برغبة في استكشاف كل خامة والتعبير عن ذاتها من خلالها.
لا تنظر يمنى إلى النحت كحرفة، بل كبحث بصري وشعوري عن الوهم والأنوثة، كما تصفه: “أبحث عن الريح التي تشكّل ملامح مؤنثة، عن قطعة قماش ناعمة تتراقص بإيحاء أنثوي، مهما كانت الخامة”.
هذا التوجّه يظهر في أعمالها المشاركة في معارض وملتقيات فنية في دمشق، والتي تميزت بإحساسها العالي وروحها الفنية الخاصة.
في عملها “نحو المؤنث”، من خشب الكينه الأحمر، نحتت شريحة رقيقة ملتفة بارتفاع 150 سم، تجسّد الحركة بخفة أنثوية. بينما يقدّم عملها البرونزي “الشراع” رؤية شاعرية عن التحوّل والرحيل، وقد صاغته عبر مراحل دقيقة تبدأ بالصلصال وتنتهي بتعتيق البرونز.
أما تجربتها مع الحجر، فرغم صعوبتها التقنية، لم تمنعها من إنجاز عملها “إيقاع مؤنث” من حجر الأونكس الوطني، حيث حوّلت الكتلة الصلبة إلى رقاقة تنبض بإيقاع ناعم.
تقول يمنى: إن الخشب يمنحها دفئاً، والبرونز حرية، والحجر تحدياً، لكنها في كل الأحوال تسعى لخلق إحساس بالهواء والخفة في العمل النحتي، وكأنها ترسم القصيدة لا تنحتها، أعمالها ليست مجرد أشكال، بل محاولات لصياغة الإحساس، وتحويل الكتلة إلى لغة.