الثورة – خاص:
عيّنت الحكومة الجزائرية الدبلوماسي المخضرم عبد القادر قاسمي الحسيني، سفيراً جديداً لها في دمشق، خلفاً للسفير السابق كمال بوشامة الذي نُقل إلى بيروت في أعقاب التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا في كانون الأول الماضي، في خطوة تعكس توجهاً دبلوماسياً واضحاً نحو إعادة بناء العلاقات مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
ويُعد قاسمي الحسيني من أبرز الدبلوماسيين الجزائريين المخضرمين، حيث شغل مناصب متعددة في السلك الخارجي، كان آخرها سفير الجزائر لدى دولة الكويت، ويأتي تعيينه في هذا التوقيت كجزء من سياسة جزائرية متدرجة تهدف إلى ترميم العلاقات الثنائية مع دمشق في ظل الانفتاح العربي والإقليمي على الحكومة السورية الجديدة، مع التأكيد على النأي بنفسها عن مرحلة الدعم السابق لنظام الأسد.
ترافقت الخطوة الجزائرية مع تحرك فني وميداني من قبل وزارة الطاقة الجزائرية، تمثّل بإيفاد فريق هندسي من شركة “سونلغاز” الحكومية إلى سوريا، في مهمة تهدف إلى المساهمة في إعادة تأهيل البنية التحتية الكهربائية المتضررة بفعل سنوات الحرب.
وتأتي هذه المبادرة عقب اجتماعات رسمية جمعت وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب بنظيره السوري محمد البشير، تم خلالها الاتفاق على إعداد خطة عمل لإصلاح شبكات التوليد والنقل والتوزيع الكهربائي في عدد من المناطق السورية.
وبحسب مصادر رسمية، بدأ الفريق الجزائري عملية تقييم وتشخيص ميداني للبنية الكهربائية تمهيداً لوضع خطة إعادة تأهيل شاملة، تشمل تطوير أنظمة الطاقة وإعادة ربط الشبكات التي تضررت بفعل القصف والانهيار الهيكلي خلال سنوات النزاع.
وكان التقى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بنظيره السوري أسعد الشيباني على هامش الدورة 51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت مؤخراً في إسطنبول.
وناقش الجانبان خلال اللقاء سبل ترجمة التزامات الجزائر في دعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية، سواء عبر المحافل الدولية كالأمم المتحدة، أو من خلال تعزيز التعاون الثنائي في ملفات الطاقة، والخدمات، والإعمار.
يعكس هذا التوجه الجزائري المزدوج — الدبلوماسي والتقني — نية واضحة للعب دور فاعل في مرافقة سوريا في مسارها الجديد، ودعمها في مواجهة تحديات إعادة الإعمار والخدمات، ضمن مقاربة تقوم على المصالح المتبادلة واحترام سيادة الدولة السورية.