الثورة – جاك وهبه:
في خطوة تاريخية تُعد الأولى من نوعها داخل سوريا الحرة، أعلنت الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS) عن تنظيم مؤتمرها الطبي الدولي الثالث والعشرين في جامعة دمشق، (قاعة رضا سعيد)، وذلك خلال الفترة الممتدة من 4 حتى 6 تموز 2025.
يأتي هذا الحدث البارز تحت شعار: “معاً لبناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا”، مجسّداً التزام الجمعية المستمر تجاه دعم قطاع الصحة والتعليم الطبي في الداخل السوري.
وبحسب الجمعية، يُعدّ هذا المؤتمر منصة متكاملة تجمع بين الأطباء والأكاديميين والخبراء في القطاع الإنساني، لتبادل المعارف والخبرات، وتعزيز التعاون بين مكونات القطاع الصحي السوري، إلى جانب بحث حلول علمية ومبتكرة من شأنها النهوض بالواقع الطبي في البلاد، التي عانت من تدهور كبير في البنية التحتية والخدمات الصحية خلال سنوات الأزمة.
ومن أبرز فعاليات المؤتمر، جلسات علمية متوازية تغطي تخصصات طبية متعددة بمشاركة خبراء محليين ودوليين، وأول مؤتمر علمي للأسنان تنظمه الجمعية، ما يوسّع نطاق التركيز العلمي ليشمل جميع جوانب الرعاية الصحية، وأسبوع سامز العلمي، الذي يمتد من 29 حزيران حتى 3 تموز، ثم من 7 حتى 10 تموز، ويُعقد في عدة مدن سورية، بهدف إيصال المعرفة الطبية والتدريب المتخصص إلى مختلف المناطق، كما تشمل الفعاليات، فرق طبية ميدانية تنشط خلال فترة المؤتمر لتقديم الرعاية الصحية المباشرة للمجتمعات المتضررة، بما يربط بين الجهد العلمي والميداني، إضافة إلى برامج شبابية متخصصة لتأهيل طلاب الطب والمهنيين الصحيين الشباب، وتعزيز قدراتهم العلمية والعملية كجزء من خطة طويلة الأمد لبناء الكوادر الوطنية.
ووصفت الجمعية المؤتمر بأنه “أكثر من مجرد حدث علمي”، مؤكدة أنه يشكل رسالة أمل وصمود، ودعوة لكل العاملين في القطاع الطبي للانخراط في مسيرة “نهضة سوريا من خلال العلم، والخدمة، والعمل المشترك”.
ويتوقع أن يشهد المؤتمر مشاركة مئات الأطباء والمتخصصين من داخل سوريا وخارجها، في مشهد يعكس روح التضامن، والرغبة الحقيقية في إحداث تغيير إيجابي وفعّال في مستقبل النظام الصحي السوري.
تُعد الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) من أبرز المنظمات الطبية غير الحكومية العاملة في سوريا منذ بداية الأزمة، وتقدّم خدمات صحية وتعليمية للكوادر المحلية، إلى جانب دعم المرافق الطبية والمجتمعات المتضررة داخل سوريا وفي مخيمات اللاجئين.
ويؤكد انعقاد هذا المؤتمر على الأرض السورية حرص SAMS على الانتقال من الدعم عن بُعد إلى المشاركة الفعلية والمباشرة في تعزيز الواقع الطبي، بما يحمله من أبعاد علمية وإنسانية وتنموية لسوريا المستقبل.