الثورة – رفاه الدروبي:
نظَّم المنتدى الاجتماعي ندوةً حواريةً عنوانها: “سوريا الجديدة.. الآمال والمعوقات” ألقاها من حزب الشعب الديمقراطي جورج صبرة ومن حزب العدالة والتنمية السوري عمر شحرور اليوم في مقر المنتدى بالطلياني بدمشق.
استهلَّ جورج صبرة حديثه بذكر معاناة الشعب السوري كونه دفع ثمناً كبيراً، ووصل إلى درجة اليأس من الدول وليس من الثورة، إذ قدَّم تضحياتٍ كثيرةً وكان تصميم الناس على نيل الحريه لا شبيه له، بينما تنبَّه العالم في ظلِّ اليأس والإحباط إلى أنَّ تصحيح المنطقة لايكون إلا من سوريا والسوريين كشرط ضروري لترتيبها وإخراجها من العسكرة والتوحُّش وتلاقي أهداف الدولة مع الحاجة السورية، لأنَّ النظام لا يُمثِّل تطلعات الثورة، وانهياره لا يُمثِّل كلَّ أهدافها لكن يريدون تحقيق إرادتهم.. وأجدادنا قالوا قبل قرن من الزمن: طالبوا بحرية الأحزاب و الصحافة، إذ كانت سوريا إحدى الدول المؤسسة لنظام إقليمي وشعبها أصحاب تاريخ عريق والدرب ليس صعباً لكن التحديّات كثيرة.
وأوضح صبرة بأنَّ هناك أهدافاً وعوامل عدة تواجه تحديات أكثر من المعوقات أهمها: عوامل خارجية، وجيوش وميليشيات على أرضها، وشعب دفع ثمن انتصاره وهزيمة النظام ولا يكتمل انتصاره إلا ببناء دولة جديدة حيث تركت أربع وخمسون سنةً أثراً سيئاً، ولا بدَّ من قلب صفحة التوريث والتأييد بعد ما خلَّفت دماراً ثقافياً كبيراً، وأصبح 80٪ من السكان تحت خط الفقر حسب إحصاءات الأمم المتحدة، إضافة إلى فقدان الخدمات اللازمة، إذ أصبحت المنطقة بحاجة إلى الأمن والأمان والاستقرار، وإعادة بناء الجيش، والمحافظة على تأييد لإدارة السلطة الحالية: محلياً وإقليمياً ودولياً، ودعم الكفاءات والخبرات.
بدوره عمر شحرور أشار إلى أنَّ حافظ الأسد عمد إلى تدمير الوحدة الوطنية في سوريا كونها تتجلى بالتنوع الإقليمي، وتتمتع بعاداتها وتقاليدها وتسقي ورود بساتينها كي تفوح في المنطقة والعالم بأكمله، لذا لا بدَّ من عودتها إلى الواجهة لأنَّها في قلب العالم والجغرافية قائمة منذ الأزل، حيث يحمل السوريون تاريخ الحبِّ والإخاء والعلم وحضارة بلاد الشام أو مابين النهرين باعتبارها جزءاً منها، داعياً للعمل على السلم الأهلي والعدالة الانتقالية وفق منهاج متعدد، ويكون التغلب عليها بوضع تشريعات وإنشاء منطقة حرَّة وبُنى تحتية ترافقها كلمة طيبة، فخلال 1400 سنة لم يخفت صوت الكنائس لكن آثار النظام ماتزال باقية بعد أن أفقر البلاد والعباد وهجَّر أهلها، فيما طرحت الحكومة الانتقالية مبدأ: “اذهبوا فأنتم الطلقاء والعفو عند المقدرة”.
كذلك أكَّد على أهمية العمل، وأن تجري انتخابات حرَّة لمجلس الشعب يُمثِّله النخب العلمية والرجال الحكماء والشباب والنساء كي يكونوا الجسر الواصل لتقديم الحلول مع الوزراء، والبحث عن رفد الوطن بالمال؛ وبدونه لا يمكن أن يجري سير العمل بشكل صحيح، والتواصل مع الأهالي، وعدم الدخول في الديون الخارجية، وتأمين الكهرباء لمحافظة حلب بنسبة 50 ٪ لأنها منطقة صناعية عكس مدينة دمشق المتسمة بالعمل التجاري.