الثورة – جهاد اصطيف:
في مشهد جمع بين رمزية المكان ودفء الانتماء، احتضنت ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب احتفالية جماهيرية ضخمة بمناسبة إطلاق حملة ” لعيونك يا حلب ” من الحلم إلى الإنجاز، برعاية محافظ حلب المهندس عزام الغريب، وبحضور رسمي وشعبي واسع .
وجاءت هذه المبادرة كنتاج شهور من أعمال التأهيل والتخطيط، ضمن مشروع استراتيجي لإعادة الاعتبار لهذه الساحة العريقة التي تعد القلب النابض للمدينة، حيث توج الحفل بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع، وسط ترديد الأهازيج الوطنية ورفرفة الأعلام السورية، التي رسمت لوحة من الأمل والتجدد.
وفي كلمات الافتتاح، أوضح الحضور أن إعادة تأهيل الساحة لا يقتصر على الناحية الجمالية فقط، بل يعكس رؤية شاملة لبعث الحياة في الوسط التجاري والثقافي للمدينة، داعين الجميع إلى التمسك بروح المبادرة والمساهمة في دعم مشاريع إعادة الإعمار،
وأضافوا: ساحة سعد الله الجابري تمثل جزءاً من الذاكرة الجماعية لمدينة حلب، وتأهيلها كان ضرورة ملحة بعد سنوات من الإهمال والتشويه، لا تليق برمزيتها ولا بدورها المركزي في ذاكرة الحلبيين، بالخصوص أيام النظام البائد، واليوم نعيد لها كرامتها ودورها التاريخي كمركز للتلاقي والتعبير الوطني، مشيرين إلى أن الأعمال الهندسية تمت وفق أعلى معايير الجودة، حيث جرى تنفيذ عمليات التسوية والبلط بالحجر الحلبي الأصفر، مع إعادة تصميم أحواض الزرع والبرك المائية، واستبدال شبكة الإنارة العامة بأخرى حديثة .
وقالوا: أردنا أن نحافظ على الطابع التراثي للساحة، مع إدخال تحسينات تتلاءم مع متطلبات العصر الحديث، فالمشروع لم يكن فقط إعادة إعمار، بل إعادة إحياء لذاكرة المدينة، إذ تشكل مبادرة ” لعيونك يا حلب ” محاولة عملية لإصلاح جزء من المشهد المتعب، بعد سنوات من التراجع والإهمال، ربما لا تكون كافية لإحداث تغيير جذري، لكنها خطوة ضمن مسار طويل ومعقد يتطلب إلتزاماً مستداماً وجهوداً متواصلة، شاكراً كل من ساهم وقدم وخطط وهندس لإنجاز المشروع .
هذا وتعد الساحة التي تحمل اسم الوطني سعد الله الجابري واحدة من أبرز المعالم التاريخية في المدينة، إذ يعود تأسيسها إلى منتصف القرن العشرين، وتطورت على مراحل لتصبح رمزاً للفعاليات الوطنية والاجتماعية.
ويرتبط اسم الجابري بمرحلة مفصلية من النضال ضد الاستعمار الفرنسي، حيث تولى رئاسة الحكومة السورية بعد الاستقلال، وتميّز بمواقفه الوطنية ونزاهته الفريدة التي لا تزال تروى حتى اليوم .
يذكر أن أعمال التأهيل شملت إزالة الإشغالات والبسطات، وتنظيم المداخل، وزراعة الأشجار والورود الموسمية، إضافة إلى إعادة تأهيل نهر قويق المغطى جزئياً، بما يعيد للساحة ألقها المعماري والحضري .
وعبر المواطنون الذين توافدوا إلى الساحة عن سعادتهم بهذا الإنجاز، مؤكدين أن المشروع أعاد لهم جزءاً من روح المدينة، وشكل رسالة أمل بأن القادم أفضل، في ظل الجهود المبذولة من الجهات المحلية والدعم الشعبي والمجتمعي الواسع .
وتخلل الافتتاح تدشين أكبر شاشة عرض في سوريا، عرض خلالها برومو يحكي عن الإنجازات التي تحققت طيلة الأشهر الماضية .
تصوير: صهيب عمرايا