الثورة- منهل إبراهيم:
حصلت زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين إلى أوروبا تفوق الأعداد التي سجلت سابقاً، والدول التي قدمَ منها المهاجرون هي ليبيا ومالي والسنغال والمغرب وفقاً لبيانات “فرونتكس” عن الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2024.
ولابد من الإشارة إلى أن أزمة المهاجرين إلى أوروبا المعروفة أيضا بأزمة اللاجئين، هي فترة بدأت في عام 2015 وتميزت بوصول عدد كبير من الأشخاص إلى الاتحاد الأوروبي عبر البحر الأبيض المتوسط.
ورصدت صحيفة “التايمز”، في مقال عن أزمة المهاجرين في أوروبا تحولات في التحالفات والسياسات بالوكالة وازدهار التهريب في ليبيا ودول أخرى، بما أدى إلى زيادة أعداد اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا.
وتؤكد التايمز البريطانية، وجود قوارب أنيقة وقوية على ميناء جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، مقارنة بزوارق مطاطية ضعيفة كانت تُشاهد بكثرة في طريقها من ليبيا إلى أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه القوارب الجديدة مزودة بمحركين خارجيين بقوة 250 حصاناً، ما يسمح لها بالسير بسرعة أكبر بكثير، بما يقلص زمن رحلة المهاجرين إلى 7 ساعات فقط بعد أن كانت تستغرق أطول من يوم.
وزيادة كفاءة الرحلة من حيث السرعة، انعكست بالتبعية على زيادة تكلفة تهريب المهاجر التي كانت تبلغ 800 دولار منذ سنوات، لتصبح 2000 دولار للفرد الواحد، ومع هذا، فقد زاد عدد المهاجرين الضعف بالمقارنة بالعام الماضي، ليصل 28 ألف مهاجر هذا العام، مقابل 15 ألفاً في 2024.
وسلطت التايمز الضوء على “ازدهار” المتاجرين بالبشر هذا العام، مع تفاقم الفوضى والفساد في غرب ليبيا ودول أخرى بحسب الصحيفة البريطانية.
هذا الأمر، سمح بإطلاق سراح سجناء سابقين، بحسب المقال في التايمز، حجزوا رحلات بحرية على الفور، ومع ذلك، فإن المهاجرين الذين تعترضهم ليبيا في البحر، “غالباً ما يُعادون إلى سجون وحشية ويتعرضون للضرب والاغتصاب، ثم يُسلمون إلى المتاجرين الذين يتقاضون منهم رسوماً مقابل عبور آخر”.
وتشير التايمز بالقول “كما يُزعم أن مسؤولين إيطاليين دبروا إطلاق سراح زعيم ميليشيا ليبي متهم بتعذيب المهاجرين بعد احتجازه في إيطاليا في كانون الثاني، بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية”.
أما في شرق ليبيا، فقد ارتفعت أعداد المهاجرين إلى جزيرة كريت اليونانية هذا الشهر، ليبلغ نحو 500 مهاجر يومياً على متن زوارق صغيرة وزوارق صيد سريعة، ما رفع إجمالي عددهم هذا العام إلى نحو 8000 مهاجر.
ونقلت التايمز عن محللين أنه يتم استخدام المهاجرين كسلاح ضد اليونان، في محاولة لنيل الاعتراف رسمياً بحكام شرق ليبيا، لاسيما بعد محاولات تركيا إقناع ليبيا بالتصديق على اتفاقية تُقسّم مساحة من البحر المتوسط بين البلدين للتنقيب عن النفط والغاز، ما أثار حفيظة اليونان نظراً لتداخل المنطقة مع الجزر اليونانية.
وبحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة تُعد أوروبا موطنا لأكبر عدد من المهاجرين من جميع مناطق العالم بحوالي 70.6 مليون نسمة من المهاجرين، وقامت حركات هجرة كثيرة في أرجاء مختلفة من العالم خلال قرون طويلة، وقد ازدادت حركات الهجرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية بغية إيجاد أماكن للعمل.
ومنذ السبعينات تحولت إيطاليا وإسبانيا من دول يهاجرون منها إلى دول يهاجرون إليها، ويعود ذلك إلى التطور الاقتصادي للدولتين، ويسهم مئات الآف من العمال الأجانب في اقتصاديات دول أوروبا المتطورة والتي بحاجة إلى الأيدي العاملة.