الثورة – رفاه الدروبي:
استمدَّ التشكيلي علي جروان مضمون لوحته من وحي الحراك العالمي ضد التجويع لمأساة غزة الفلسطينية كي يختصر كلَّ مراحل التهجير والمعاناة بحق طفولة أصبحت مشرَّدة تبحث عن لقمة العيش في وطنها تحت أزيز الرصاص.هذا ما أكده في حديثه لصحيفة الثورة، مشيراً إلى أن اللوحة التي أنجزها مؤخراً على القماش الخام، عرضها إلى جانب 27 لوحة، بمشاركة عشرة فنانين تشكيليين في صالة أكاديمية دار الثقافة بمخيم اليرموك.
الفنان جروان أوضح أنَّ أغلب لوحاته كانت توحي بالإشراق والأمل وطغيان اللون الأزرق للسماء الصافية الممتدَّة فوق القدس الشريف وقبَّته الذهبيَّة، لكنه في لوحته الأخيرة المُعَنْوَنَة بـ “الهدف” عاد إلى أسلوبه المعتاد عبر طغيان الألوان الداكنة، مستخدماً الإكريليك الشفاف كونه يوحي بدرجة تتراوح ما بين الزيتي والمائي، متجهاً نحو الألوان القاتمة ليعبِّر عن بؤس وشقاء أهالي غزة الذين يعانون من القتل والتدمير وكل أنواع المجازر، المُجسَّدة بتقنية التصوير الواقعي التعبيري.ولفت إلى أنَّ اللوحة استلهمها من مجموعة صور شاهدها أثناء توزيع المساعدات الإنسانية على الأهالي بشكل مباشر، ثم اختصرها بالطفل الغزاوي الفلسطيني أثناء حصوله بصعوبة بالغة على المواد الغذائية، لكنَّه أُعدَّ ضمن كمين للأطفال ولعائلاتهم.وأوضح التشكيلي جروان أنَّه رسم خلفية اللوحة من الأعلى باللون الرمادي الممزوج بالترابي وتدرجاتهما من المنتصف حتى الأسفل، أما الطفل فيها فيرتدي السروال الأزرق الغامق وكنزة متداخلة الألوان بين الرمادي والأزرق، وتبدو علائم الحزن والأسى على سيمياء وجهه، ويحمل كيس طحين أبيض مدموغاً عليه شعار وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إذ تظهر تقاطيع وجهه واضحة بخطوط توحي بالحدة والألم والأسى العميق، وكأنَّ الطفل يكاد يبكي حسرةً، بينما تحيط حوله دائرة حمراء ليصير قلبه وسط ومنتصف الهدف، ما يشير إلى استهدافه من قبل العدو فيكون مصيره شهيداً.
كما لفت إلى أنَّه أبرز البيوت بشكل ضبابي، فيما يتصاعد الدخان نحو السماء فتتحوَّل إلى لون رمادي، وتصبح المساعدات مأساة دامية خلَّفها العدو في غزة الصابرة.