“دماء السوريين حرام”.. من  خطابات الكراهية إلى ضفة الأمان والسلامة

الثورة – غصون سليمان:

“دم السوري على السوري حرام”، يجب أن يكون هذا الشعار نور الهداية في النفوس والقلوب، للخروج من معصية الخطيئة بحق أنفسنا كسوريين أعزاء عشنا على هذه الأرض بألوانها وأطرافها الجميلة، وتنوعها الثقافي والاجتماعي.
ولعل الأهم فيما نشهده من أحداث تنفطر لها قلوب السوريين جميعاً من دون استثناء، أن يعود الجميع إلى رشدهم ونعزز القيم والمفاهيم والثوابت التي ذكرها مشايخ الشام الأربعة في بياناتهم فيما يتعلق بالوضع في سوريا أكثر من مرة، وهذه ليست مجرد أفكار رئيسة عابرة للعواطف والمواقف الحرجة، بل ما ركز عليه هؤلاء الكبار ومنهم، الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي ،الشيخ أحمد معاذ الخطيب ،و شيخ القراء الشيخ محمد كريم راجح أطال الله بعمرهم.
علينا جميعاً كمواطنين  أن نقتدي بما ذكروه وحثوا عليه وفق منهاج عمل، بحيث يكون السلوك القويم في الأقوال والأفعال تأكيداً.
ففي ميثاق العقد الاجتماعي والأخلاقي والديني، كان التحذير الأول في هذه الظروف القاهرة والصعبة التي تشهدها سوريا على جميع المستويات من قبل هؤلاء العلماء، أن لا للثأر ولا للانتقام، لأن في ذلك ظلم كبير، وإرضاء للشيطان، وتغذية للفتنة التي إن حدث شر فيها لا أحد سيسلم منها.. فدماء السوريين ومالهم وعرضهم حرام، لطالما الدولة وحدها المفوضة بأخذ الحقوق وإعادتها لأصحابها وليس الأفراد.
المشايخ الكرام دعوا لأن نتحد جميعاً بكل مكوناتنا ونصفي القلوب ونفوت الفرصة على أعدائنا، التاريخ يشهد أننا كنا ومازلنا نعيش سوية وبكل حب واحترام، فلا يجعل أي أحد منا أو يساهم في جعل الشياطين تخرب علينا عيشتنا.
فكم هو جميل أن يكون الجميع، خاصة وقت الشدة، محضر خير بكل ما للكلمة من معنى بعيداً عن نشر أي شيء فيه فتنه وتحريض واستفزاز، خاصة وأننا جميعاً لنا نفس الحقوق والواجبات، وبالتالي لا ينقص من حقوقك أو يزيدها أن تكون من طائفة ما.

عدم الانجرار

إن عدم الانجرار وراء الإشاعات هنا وهناك، أمر في غاية الأهمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا أخطأ واحد أو أكثر، فهذا ليس ذنب طائفته، فالمخطئ هو فقط من يحاسب وليس طائفته.
ومن المبادئ الحصينة التي ركز عليها رجالات الدين هي ضرورة الامتناع عن التفاعل مع أي منشور فيه تحريض و فتنة واستفزاز وتخوين لأن ذلك يقوي حساب صفحات الفتنة حتى لو تم شتمه.

لاشك أن عدو السوريين هو الجهل والظلم والفقر والطائفية والفساد الجريمة والثأر والانتقام والمظاهر المنفلتة، حسب ما يؤكد بيان المشايخ في فتواهم، لأن معظم الفتن يقف وراءها جيوش الكترونية معادية للشعب السوري، وحسب تأكيدهم، علينا أن نقتدي جميعاً بأخلاق رسول سيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أعلى المراتب القانونية

الأستاذ المحامي هيثم عباس وتعقيباً على ما تم ذكره في هذا السياق أكد على أن جوهر ما طرحه علماء الدين من مشايخ الشام، هو كلام القانون بما فيه الدستور والذي يمثل أعلى المراتب القانونية، لافتاً إلى أن ما ورد في البيان جاء متوافقاً مع القانون تماماً، وقال: هنا يأتي دور القانون بشقيه التجريم والعقاب لمواجهة الخارجين على أحكامه.
كما بين عباس أنه بكل بلد فيه قوانين صارمة حتى البلدان المتحضرة وفيها السلطة القضائية مستقلة وعادلة نجد مع ذلك أشخاص يقتلون أو يسرقون أو يخطفون، وهؤلاء الأشخاص يخرقون قواعد القانون على الرغم من علمهم بالنصوص وبالعقاب.
ولأجل ذلك نجد أن القانون تم وضعه لأجل هؤلاء الأشخاص وملاحقتهم والحكم عليهم ومعاقبتهم، وفي المقلب الآخر نجد أشخاصاً يطبقون القانون دون اطلاعهم على نصوصه انطلاقاً من قواعدهم الأخلاقية وتربيتهم وثقافتهم.
وأشار عباس إلى أن البيان إضافة إلى ما تقدم في الحالة الثانية فإنه جاء انطلاقاً من مسؤوليتهم الوطنية والدينية تجاه أبناء مجتمعهم وبلدهم، واصفاً حرمة الدم السوري على السوري أنه يشكل دليل عمل للجنتي السلم الأهلي والعدالة الانتقالية، وأيضاً يشكل دليل عمل لنقل البلد من  خطابات الكراهية إلى ضفة الأمان والسلامة.

آخر الأخبار
الشيباني يلتقي سفراء دول أوروبية وآسيوية وأميركية في دمشق اختطاف المتطوع في "الدفاع المدني" يهدد العمل الإنساني في السويداء  لجنة تقصي الحقائق بأحداث الساحل: عملنا بداية لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وكشف الحقيقة  شبكة حقوقية توجه نداء استغاثة لفتح وصول إنساني شامل إلى السويداء ودعم المُشرَّدين قسرياً خدمات إنسانية وصحية في درعا لمهجّري السويداء  "سوريا الجديدة دولة و وطن".. حلقة نقاشية في جامعة دمشق هدى محيثاوي .. صوت الوطن من  سويداء القلب  نقاشات موسعة أهمها إنشاء مركز تحكيم تجاري ..  خارطة طريق لتطوير العمل التجاري بين القطاعين العام وا... رئيس المخابرات البريطانية السابق: الاستقرار في دمشق شرطٌ أساسي للسلام الإقليمي  "حرب الشائعات".. بين الفتنة ومسارات الخلاص أحمد عبد الرحمن: هدفها التحريض الطائفي وإثارة الفوضى تآكل الشواطئ يعقد أزمة المياه مشهد يومي من جرمانا.. يوحّد السوريين ويردّ على الشائعات بالتآخي  المحامي جواد خرزم لـ"الثورة": تطبيق العدالة الانتقالية يحتاج وعياً استثنائياً  إنهاء تعظيم الفرد والديكور السلطوي.. دمشق خالية من رموز الأسد المخلوع خلال 15 يوماً الصناعة تبحث عن "شرارة".. فهل تُشعلها القرارات؟ "أوتشا": نزوح أكثر من 93 ألف شخص جراء الأحداث في السويداء  ضماناً لحقوق الطلبة.. تصحيح أوراق امتحانات الثانوية العامة بدقة وشفافية  فيدان: أي محاولة لتقسيم سوريا ستعتبر تهديداً مباشراً لأمن تركيا القومي سوريا في مرمى التضليل الإعلامي استخلاص العبر في التطبيق والاستفادة من دروس الآخرين