“حرب الشائعات”.. بين الفتنة ومسارات الخلاص أحمد عبد الرحمن: هدفها التحريض الطائفي وإثارة الفوضى

الثورة – فردوس دياب:

حرب الشائعات، من المستفيد منها.. وكيف نخمد نيران الفتنة قبل اشتعالها في جسد الوطن؟، كانت محور لقاء صحيفة الثورة مع المحامي الأستاذ أحمد عبد الرحمن- الباحث في الاختفاء القسري ومدرب القانون الدولي الإنساني الذي استهل حديثه بالتأكيد على أن سوريا التي انتصرت على نظام مستبد لا تزال مستهدفة بأشكال مختلفة ولاسيما اليوم في المعركة الإعلامية التي تفرض سطوتها في كل الاتجاهات.

وذكر كيف أنه في الآونة الأخيرة، شهدت تصاعداً عبر جميع منصات التواصل، من خلال قيام مئات المواقع والصفحات مجهولة المصدر ببث الشائعات وتزوير الحقائق، التي تهدف لإشعال نار الفتنة الطائفية، وهذا ما لمسناه حالياً في أحداث السويداء، التي تزامنت مع حرب إعلامية شرسة مضللة تركزت على بث خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، من خلال نشر فيديوهات أو منشورات عبر وسائل التواصل تسيء لمكونات معينة بحق أخرى، أو من خلال استخدام منصات إعلامية تابعة لأطراف داخلية أو خارجية لنشر روايات مشحونة بالحقد لتبرير العنف الطائفي.

وبين المحامي عبد الرحمن أن الحرب الإعلامية التي تستهدف السوريين تغذيها أطراف داخلية وخارجية لها أجندات تخريبية، وتسعى لتقسيم أو لتوسيع نفوذها في سوريا عبر دعم مجموعات معينة على أساس طائفي أو مذهبي، يبرر للأطراف الخارجية مثل الكيان الإسرائيلي أن يقصف سوريا خدمة لمصالحه وليس لأي شيء آخر ما ساهم بتأجيج الاشتباكات بين أبناء المجتمع الواحد ودفع بعض السوريين لنعت الآخرين بالعمالة.

الوعي الوطني

وعن المستفيد من زرع الفتن الطائفية في سوريا، أشار المحامي عبد الرحمن، إلى أن أبرز المستفيدين من إثارة الفوضى كل الذين يريدون تقويض السلم الأهلي والانقضاض على مكتسبات الثورة، إلى جانب قوى إقليمية، إضافة لتجار الحروب والأزمات، وهناك أيضاً شبكات الفساد ومهربو المخدرات والأسلحة التي تستفيد من ظروف الانقسام والاقتتال والصراعات الطائفية، إذ تسهل عليها الحروب الأهلية والطائفية تهريب الأسلحة والمخدرات، ونهب الموارد، وفرض الأتاوات على المدنيين.

المحامي عبد الرحمن، تحدث عن كيفية إخماد نيران الفتنة، وذلك من خلال نشر الوعي الوطني عبر تعليم القيم الإنسانية، كالتسامح، والتعايش، والمواطنة، والعدالة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عبر مناهج تعليمية وإعلامية ترفض التمييز وتعزز الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى نشر وتعزيز خطاب ديني ينبذ الغلو والكراهية ويدعو إلى الوحدة والتلاحم والتكاتف، كما أن تعزيز الهوية الوطنية الجامعة وجعل الانتماء للوطن فوق أي انتماء طائفي أو عرقي، وأخيراً تسليط الضوء على المشتركات الثقافية والدينية والتاريخية بين مكونات الشعب السوري.

جسور المحبة

وعن دور الإعلام الوطني في مواجهة الخطابات المضللة، بين المحامي عبد الرحمن، أن ذلك يكون من خلال حظر أي محتويات تحرض على الطائفية، وإبراز قصص التعايش والنجاح المشترك بين  مختلف أبناء المجتمع بألوانه الجميلة، وتفنيد الشائعات التي تؤجج الفتن وتبث الفُرقة، وضمان الحقوق للجميع من خلال قوانين عادلة وتطبيق نزيه، ومعاقبة المحرّضين قانونياً، وبشكل حازم، من دون محاباة، وفتح قنوات تواصل وتنظيم لقاءات ومبادرات مشتركة تعزز الفهم المتبادل وتكسر الحواجز النفسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال مكافحة الفقر والبطالة، لأن الاستغلال الطائفي ينمو في بيئات التهميش، وتوزيع عادل للموارد والخدمات لمنع شعور بعض المكونات بالظلم أو التهميش.

وختم المحامي الأستاذ أحمد عبد الرحمن حديثه بالدعوة الى نبذ كل الخلافات التي تفرق، والسمو فوق الانقسامات وبناء جسور المحبة بدلًا من جدران الفرقة، وجعل الاختلاف فرصة لفهم أعمق، ورسم لوحة جميلة للوطن فيها كل ألوان الطيف السوري، فالفتن والفوضى ليست عفوية، بل هي آجندات مرسومة ومخطط لها جيدا كونها وسيلة للتقسيم والتغيير الديموغرافي والتهجير القسري، والضحية الأكبر دائمًا هم أبناء الشعب السوري بكل مكوناته.

فالمستقبل الجميل لأطفالنا يجب أن نصنعه اليوم لطالما مؤتمنين عليه، فالتاريخ لن يرحم أحد.ا

آخر الأخبار
تحرّك في الكونغرس لإلغاء عقوبات 2003 و 2012 المفروضة على سوريا  تعزيز الاستقرار والخدمات في حلب.. ومتابعة التنفيذ وتذليل العقبات الرنين المغناطيسي في "وطني طرطوس" قيد الصيانة.. وآخر جديد بالخدمة قريباً أسعار سياحية في أسواق درعا الشعبية تصريحات الرئيس الشرع تَلقى صدى إيجابياً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية والعربية غضب واستنكار شعبي ورسمي بعد جريمة الاعتداء على الشابة روان في ريف حماة قمة ثلاثية في عمّان تبحث تطوير  النقل بين سوريا وتركيا والأردن أنقرة: "قسد" تراهن على الأزمة مع إسرائيل في سوريا… وتركيا تحذر  رؤية استراتيجية لإعادة بناء الاقتصاد السوري.. قراءة في حديث الرئيس الشرع انتهاكات الاحتلال للأراضي السورية.. حرب نفسية خطيرة لترهيب المدنيين منحة النفط السعودية تعطي دفعة قوية لقدرات المصافي التشغيلية "إكثار بذار حلب" تحتضن طلاب "التقاني الزراعي" في برنامج تدريبي باخرتان محمّلتان بـ 31570 طناً من القمح تؤمان مرفأ طرطوس  برؤية متكاملة وواضحة.. الرئيـس الشـرع يرسم ملامح المرحلة المقبلة   تركيا: يجب دعم سوريا.. واستقرارها مهم لأمن وسلام أوروبا ترحيب عربي وإسلامي باعتماد الجمعية العامة "إعلان حل الدولتين "  ناكاميتسو تشيد بتعاون سوريا في ملف الأسلحة الكيميائية وتصف المرحلة الحالية بالفرصة الحاسمة  مشاركة وزير التربية والتعليم في البرنامج الدولي للقادة التربويين في الإمارات  "الخارجية" تُشيد بالمبادرة الأخوية لقطر والأردن بإرسال قافلة مساعدات إنسانية  مركز نصيب الحدودي.. حركة تجارية نشطة ورفع القدرة الاستيعابية