المشاريع الأسرية ..المنقذ من الفقر والحاجة أكرم عفيف: فرص عمل ذاتية تُقلل من الاعتماد على الوظائف الحكومية
الثورة: فاتن حبيب
ازدادت الظروف المعيشية صعوبة خلال الحرب التي عاشها السوريون لمدة 14 عاماً، لكن إرادتهم كانت دائماً أقوى، إذ توجهت الأسرللاستفادة من خيرات الأرض معتمدين على إمكاناتهم المتوفرة لتأمين ما يحتاجونه على موائدهم.
الحل المجدي
بأقل التكاليف مؤسس مبادرة المشاريع الأسرية السورية التنموية والمجموعات المتفرعة عنها أكرم عفيف بين لـ”الثورة”، أن المشاريع الأسرية هي مشاريع اقتصادية صغيرة أو متوسطة، تُدار من قبل أفراد الأسرة الواحدة، وقد تُقام من المنزل أو عبر محل صغير أو حتى عبر الإنترنت، تشمل مجالات مثل: الطعام المنزلي، كالمربيات، والمخللات، والعصائر، الحرف اليدوية، كصناعة القش، وتدوير بقايا الطبيعة، والرسم، ونسج الصوف، والحرير، والنحت على الخشب، وصناعة السلال، التجارة الإلكترونية، الزراعة، التصنيع الغذائي، أو حتى الخدمات (كالتصوير، التعليم، التصميم…).ولفت إلى أن هذه المشاريع توفر فرص عمل ذاتية لأفراد الأسرة وتُقلل من الاعتماد على الوظائف الحكومية، الأمرالذي يساهم في مكافحة البطالة، إضافة إلى تمكين المرأة من خلال منحها فرصة للعمل من المنزل والمساهمة في الاقتصاد الأسري وتعزيز الترابط الأسري، إذ إن العمل المشترك بين أفراد الأسرة يعزز التعاون والتفاهم والتناغم فيما بينهم.كما تساهم هذه المشاريع بشكل كبير وفاعل في تنمية الاقتصاد المحلي، فكلّ مشروع أسري ناجح ينعكس بشكل مباشر على دورة الاقتصاد الصغيرة في الأحياء والمجتمعات.
غرس ثقافة ريادة الأعمال
ولفت عفيف إلى أن المشاريع الأسرية تعزز عقلية الإنتاج والابتكار لدى الأبناء منذ الصغر، الأمر الذي يجعلهم في بحث دائم عن تطوير عملهم رغم بساطته والبحث عن مجالات وطرق جديدة ومبتكرة، وربما التوسع من خلال المشاركة في بعض المعارض الداخلية والخارجية.
وأكد أهمية سنّ قوانين تحمي وتحفز المشاريع الأسرية وتسهّل ترخيصها، وتوفير قروض صغيرة بفوائد منخفضة أو منح أولية للمشاريع المبتدئة وإقامة دورات مجانية في الإدارة، التسويق، المحاسبة، والتسويق الإلكتروني.
إضافة إلى الدعم التسويقي وتوفير منصّات لعرض منتجاتها (معارض، متاجر إلكترونية وطنية، حملات إعلانية مدعومة).
دور المجتمع
وأشار عفيف إلى ضرورة الثقة بمنتجات هذه الأسر ودعم شراء منتجاتهم بدلاً من المستوردة، ونشر قصص النجاح وتحفيز الآخرين على البدء، وعدم التقليل من شأن المشاريع المنزلية، بل التعامل معها كخطوة ناضجة وجدية، فالمشاريع الأسرية ليست فقط مصدر دخل، بل وسيلة فعّالة للنهوض بالاقتصاد المحلي، وتقوية النسيج الاجتماعي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، فإذا تعاونت الدولة والمجتمع في دعم هذه المشاريع، فسنشهد تحوّلاً اقتصادياً إيجابياً يبدأ من داخل كلّ بيت.
“الثورة” التقت عدداً من الموطنين الذين يعملون في مشاريعهم وقدّموا اقتراحات للدعم والاستمرار..
يبيّن علي سعيد، أنه اعتمد على المواسم في الإنتاج كصناعة دبس البندورة، والفليفلة، ومربيات المشمش والعنب والفريز، وفي الوقت ذاته تقوم زوجته بتحويل الثياب القديمة إلى ملابس يمكن استخدامها مرة أخرى من خلال القص، وإضافة بعض القصاصات للتزيين، وهذا ساعدهما كثيراً في تلبية متطلبات العائلة وتعليم أولادهما.
وتشير أمل سلطان إلى تجربتها بتربية البط والدجاج، إذ تؤكد أن البداية كانت صعبة، لكن بعد أن تعرف الناس على عملها تطور المشروع وأصبح لديها زبائن حتى في القرى المجاورة.
ويلفت الرجل الستيني محمد سليمان إلى أنه يعمل في نحت وتجهيز الأدوات المنزلية من الخشب كالملاعق والسكاكين وبعض الأواني، ويقوم بعرضها أمام المارة، منهم من يشتري ومنهم من يقف ليتفرج ويبدي إعجابه، ويقول: والرزق على الله.