المنتدى السوري – السعودي منصة للتشبيك.. م. عمر الحصري يكشف عن توجهات استراتيجية مستقبلية في قطاع الطيران
الثورة – رولا عيسى:
كشف رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، المهندس عمر الحصري، في تصريح له على هامش منتدى الاستثمار السوري السعودي، عن خطة طموحة لإعادة تأهيل قطاع الطيران المدني السوري، تبدأ بتطوير المطارات الحالية وتصل إلى بناء مطار جديد ضخم في دمشق، بطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر سنوياً.
ويعكس كلام الحصري التوجهات الاستراتيجية للمستقبل في إطار استقطاب الاستثمار والتعاون الإقليمي والدولي، إذ قال: “نحتاج إلى إعادة تأهيل المطارات الخمسة الموجودة لدينا بشكل كامل، لأنها لم تعد تواكب المعايير الدولية ولا تستوعب حجم الحركة الجوية المستقبلية التي نطمح إليها.”
بحسب الحصري، سيكون المطار الجديد في دمشق نقلة نوعية في البنية التحتية للطيران في سوريا، سواء من حيث القدرة التشغيلية أم التصميم الحديث، إذ سيجعل من العاصمة مركزاً إقليمياً في الشرق الأوسط.
وسيأتي ذلك بالتوازي مع تحديث مطار دمشق الدولي الحالي ليرتفع استيعابه من قدراته الحالية المحدودة إلى 5 ملايين مسافر سنوياً.
وتأتي خطة رفع الطاقة الاستيعابية لمطار حلب الدولي إلى 2 مليون مسافر سنوياً في سياق استعادة التوازن التنموي بين المحافظات، ودعم البنية الاقتصادية والسياحية في شمال البلاد، ولا سيما أن حلب تُعدّ واحدة من أقدم وأكبر المراكز التجارية في المنطقة.
لا شك أن الوصف الذي استخدمه الحصري “متهالك”.. لا يأتي من فراغ، إذ إن معظم البنية التحتية للمطارات السورية لم تشهد تطويراً حقيقياً منذ عقود، وتضررت بشكل كبير خلال سنوات الحرب، عبر غياب أنظمة ملاحية حديثة، ضعف البنية الأمنية، وتردي الخدمات الأرضية، كلّها عوامل جعلت من المطارات السورية غير جاذبة لحركة الطيران الدولية.
كما أن بناء مطار بطاقة 30 مليون مسافر سنوياً يتطلب استثمارات ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات، بالإضافة إلى شراكات مع شركات تشغيل مطارات عالمية وخبرات متقدمة، فمثل هذه المشاريع العملاقة لا تُبنى فقط على القرارات الإدارية، بل تحتاج إلى حالة من الاستقرار ورفعاً للعقوبات أو على الأقل استثناءات تتعلق بالطيران المدني، شراكات دولية طويلة الأمد، دراسات جدوى اقتصادية واضحة ومعلنة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن سوريا تمتلك موقعاً جغرافياً استراتيجيا يؤهلها لتكون نقطة عبور للطيران الدولي بين أوروبا وآسيا والخليج، خاصة إن تم ربط المطار الجديد بشبكة نقل بري وحديدي فعالة، فاستثمار هذا الموقع قد يُعيد البلاد إلى خارطة الطيران الإقليمي إذا ما توفرت الظروف السياسية والأمنية المناسبة.
بالتأكيد لا يُمكن تشغيل مطارات حديثة ببنية بشرية تقليدية، وهنا نحتاج إلى برامج تدريب وتأهيل عاجلة للكوادر الهندسية والتقنية، بالتعاون مع منظمات طيران دولية، وإدماج التكنولوجيا الحديثة في أنظمة الحجز، وإدارة الحركة الجوية، والأمن.
ما صرّح عنه الحصري خلال المنتدى يأتي في إطار أن المنتدى أصبح منصة للإعلان والتشبيك، وهذا يعكس أن المشروع لا يقتصر فقط على الطموحات الداخلية، بل يمتد ليشمل التعاون الإقليمي والدولي.
ومما لاشك فيه أن المنتدى يهدف إلى جمع المستثمرين المحليين والدوليين لفتح آفاق جديدة للاستثمار في سوريا، وخاصة في قطاعات حيوية مثل الطيران.